أشرف عبد الغنى

وزراء .. لكن ظرفاء

الإثنين، 10 مارس 2008 11:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القدر وحده، قادنى إلى الاشتراك فى خدمة وكالة أنباء الشرق الأوسط لبث موجز أخبارها على التليفون المحمول . اشتركت وأنا فى كامل قواى العقلية ، وكانت هذه النتيجة :
منذ ذلك الاشتراك الموعود ، وأنا أعانى من حالة هستيرية من الضحك المتواصل جراء تلك الأخبار التى أتلقاها على مدار الساعة يوميا ، وتسيرفى اتجاه يبدو إجباريا هو اتجاه "انجازات الحكومة" .
يتولى الوزير البترولى سامح فهمى مهمة إيقاظى فى الصباح الباكر، يقول لى" صباح الخير" مع رنة الرسالة على الهاتف ، ومعها" خبر لابد منه" ، عن إحدى عمليات بدء التنقيب، أو اكتشاف بئر بترولى جديد ، سيتكلف ملايين الدولارات ، ويعود على الدولة بعشرات المليارات ، وعلى المواطن الغلبان بلا شىء .
ومن بعد المهندس فهمى ، يتسلمنى رفيق دربه الدكتور الكهربى حسن يونس ، ليتحدث عن سير البرنامج النووى المصرى للأغراض السلمية فى الاتجاه الصحيح ، مع تأكيد متكرر على أن البرنامج فى منتهى الأهمية لتوفير حاجاتنا من الكهرباء ، ولا تراجع أو استسلام عن تنفيذه ، مع خبر تال عن إنشاء محطة كهرباء جديدة ستوفر كافة احتياجاتنا من الكهرباء ( لاحظوا التناقض).
وأكاد أستلقى على ظهرى من شدة نوبة الضحك التى تنتابنى ، كلما قرأت تصريحات المتضامن – ضد الغلابة – على المصيلحى ، فهو لا يكف عن التأكيد على أن الدولة تقف قلبا وقالبا مع محدودى الدخل ، والوزارة فى سبيلها إلى فصل الإنتاج عن التوزيع لحل أزمة الخبز ، والبطاقات التموينية الجديدة ستقضى هى الأخرى على أزمة غلاء الأسعار ، ونكتفى بهذا القدر للوزير "مصيلحى ربنا يصلح حاله " .
غلبان جدا هذا الوزير النقلاوى – إلى الآخرة – محمد منصور ، فأنا لا أستطيع إخفاء تعاطفى معه ، و لا أدرى حقيقة ، لماذا يترك رجل أعمال مثله حياة الرفاهية وراحة البال مع المليارات ، ويرضى لنفسه وجع القلب والدماغ مع الهموم والمشكلات؟ ثم فليسمح لى سيادته بتوجيه هذه الأسئلة : أين المليارات الخمسة من رخصة المحمول الثالثة المخصصة لتطوير مرفق السكة الحديد ؟ أين الجرارات التى تعاقد عليها مع الصين أو تلك التى تبرعت بها دولة قطر لمصر ؟ ولماذا يشهد المرفق أعلى معدل للتظاهر، كل شهر مظاهرة تقريبا؟
حقيقة ، تؤلمنى مثل هذه التصريحات بشدة ، لأن شر البلية ما يضحك ، وفكرت أن ألغى الخدمة ، ليس لعيب فى الوكالة ، وإنما لعيوب فى الوزراء ، لكنى عدت أقول لنفسى :" ولماذا لا أترك هؤلاء الوزراء الظرفاء ، يخففون عنا أفعالهم.. بتصريحاتهم ، إلى حين يقضى الله أمرا كان مفعولا " ، واسمحوا لى أن اعتذر عن استكمال تصريحات بقية الوزراء ، وإنهاء هذه السطور ، لأن رسالة جديدة تلقاها للتو هاتفى المحمول .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة