علمت "اليوم السابع" أن قضية الدرع الصاروخى الأمريكى ستكون إحدى القضايا المطروحة على أجندة المفاوضات فى زيارة الرئيس حسنى مبارك إلى وارسو الاثنين، وقد أفادت مصادر موثوق فيها أن القاهرة تبدى قلقاً مشروعاً لتداعيات نشر درع الصواريخ الأمريكى الذى سيؤثر على جميع دول العالم، ومنها دول منطقة الشرق الأوسط.
مخاطر الدرع الصاروخى:
يرى خبراء استراتيجيون أن القضية ليست بعيدة فى مخاطرها على المنطقة، حيث أكد اللواء زكريا حسين ـ أستاذ العلوم الاستراتيجية والمدير السابق لأكاديمية ناصر العسكرية ـ أن الأسباب الأمريكية المعلنة لنشر الدرع الصاروخى الأمريكى المضاد للصوراريخ فى أوروبا غير حقيقية، لافتاً إلى أن الهدف منه ليس منطقة الشرق الأوسط أو حماية أوروبا أو حتى حماية أمريكا نفسها من الصواريخ الباليستية عابرة القارات؛ إنما تسعى أمريكا بتطبيقها هذا النظام إلى السيادة التامة وليس السيطرة فقط على الكرة الأرضية.
ويضيف اللواء "حسين" أن الدرع الصاروخى لا يخص منطقة بعينها، ولا يختص بالدفاع عن منطقة بذاتها، لأنها تستطيع التحكم فى الصواريخ فى أى مكان بالكون، الأمر الذى دفع روسيا والصين وأغلب الدول الأوروبية إلى الاعتراض.
وأشار "زكريا" إلى أن مشروع الدرع الصاروخى الأمريكى هو السبب فى إفلاس الاتحاد السوفيتى الذى فشل فى مجاراة الولايات المتحدة إبان حرب النجوم فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق "رونالد ريجان"، وأكد أن المشروع الأمريكى ما زال فى "المرحلة الأولى"، والتى تقدر تكلفتها بـ 600 مليار دولار، فالبرنامج يمر بأربع مراحل رئيسية ، كما يحتاج إلى قواعد أرضية منتشرة فى القارات الست إلى جانب إدارة مركزية له داخل الولايات المتحدة، ونظام توجيه بالأقمار الصناعية قد يحتاج إلى التركز فى أحد الكواكب الأخرى، وهو ما تخشاه دول كثيرة وتعارضه سواء كانت حليفة للولايات المتحدة أو غير حليفة لها.
وحول تأثيره المتوقع على مصر والمنطقة العربية، أكد أنه يرى أن من حق مصر أن ترفض المشروع من خلال عدم السماح لأمريكا بنشر أى أجزاء منه على أرضها أو فى الدول العربية الأخرى، حتى إن الجامعة العربية رفضت مشاركة أى من الدول العربية فى الدرع الصاروخى الأمريكى لأنها تعلم أن أمريكا لن تتخلى عن حلفائها، وإذا نشبت حرب بين إسرائيل وأى دولة بالمنطقة سوف تتولى أمريكا الدفاع عن إسرائيل بمنع ضربها بالصورايخ مع الموافقة على ضرب الدولة الأخرى بالصواريخ، وهو ما ينطبق على أى جزءفى العالم وليس منطقة الشرق الأوسط فقط .
وعن نوعية الصورايخ التى تعترضها الصواريخ الأمريكية يقول لا أعتقد أن أمريكا فى ذهنها التفكير فى الصواريخ الصغيرة التى تطلقها المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية مثلا، بل إن هدفها هو الصواريخ المتوسطة وبعيدة المدى.
مخاوف مصرية منطقية:
أما الخبير الاستراتيجى اللواء حسام سويلم فيرى أن مصر من حقها أن تقلق لأن أى مشاركة بين أمريكا وإسرائيل من شأنها أن تثير القلق لدى الجانب المصرى والعربى، لأن هذه المشاركة تزيد من الخلل فى الميزان العسكرى لصالح إسرائيل مما يهدد الأمن القومى المصرى والعربى، ويضيف سويلم أن إسرائيل بالفعل مشاركة فى الدرع الصاروخى الأمريكى من خلال صواريخ "حيتس" الإسرائيلية إلى جانب صواريخ "الباتريوت - 3" الأمريكية التى يتم تسويقها للخليج، ويشير "سويلم" إلى أن هناك احتمالاً بمشاركة بعض الدول العربية ، وهم الآن يحاولون ربط دول الخليج إلى جانب أمريكا وإسرائيل ، وأكد أنه لو نشبت حرب بين إسرائيل وإيران مثلاً ستستخدم أيران صواريخ "شهاب - 3"، وسوف ترد إسرائيل بـ "حيتس" أو "باتريوت"، كما ستتولى المقاتلات الاسرائيلية بالإضافة إلى حاملات الطائرات الأمريكية بتدمير مراكز الصواريخ الإيرانية.
وأوضح "سويلم" أن مشروع الدرع الصاروخى الأمريكى ينقسم إلى قسمين الأول عبارة عن أنظمة دفاع جوى وهى خاصة بالدفاع عن مسرح العمليات بـ "باتريوت" و"حيتس"، وهناك الأشعة تحت الحمراء التى توجه بالليزر، أما القسم الثانى هو ما يعرف بالدفاع عن الـ 50 ولاية، وهذا هو المشروع المثير للجدل، حيث بدأ فى ألاسكا، وتم إجراء 15 تجربة نجحت منها 11، كما تم نشر الدرع فى الدنمارك والنرويج، ونشر رادار "إكس باند" فى التشيك، وهناك 10 قواعد فى بولندا، وتريد أمريكا التوسع فى باقى بلدان أوروبا الشرقية لتكون قادرة على صد أى ضربة صاروخية روسية فى المستقبل بالإضافة إلى شل قدرة روسيا على الرد لو كانت الضربة أمريكية.
مبارك يبحث فى بولندا مخاطر الدرع الصاروخى الأمريكى
الإثنين، 10 مارس 2008 03:04 م