المتسللون إلى إسرائيل لا يرغبون فى العودة

الجمعة، 29 فبراير 2008 06:18 م
المتسللون إلى إسرائيل لا يرغبون فى العودة صورة من تفريق الأمن المصرى لتجمع اللاجئين السودانيين
كتبت -أميرة قاسم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من كم الخطر الذى يواجهونه، إلا أنهم لا يعدلون عن قرارهم.. أصوات الرصاص لا ترهب خطوات أقدامهم المتجهة إلى إسرائيل، ربما لأن ما تركوه وراء ظهورهم أكثر ألماً من الموت.
فتزايد أعداد المتسللين الأفارقة من مصر إلى إسرائيل فى الآونة الأخيرة، والذى وصل منذ بداية العام إلى 2000 متسلل، يظل محل تساؤلات في إسرائيل.
فقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ـ الجمعة ـ تقريراً عن اللاجئين الأفارقة المتسللين إلى إسرائيل، أشارت فيه إلى أنهم يبحثون عن ملجأ آمن بعيداً عن الفقر وصراعات بلادهم المميتة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى قد أمرـ الأسبوع الماضى ـ السلطات المحلية بالقبض على المتسللين غير الشرعيين، وترحيلهم إلى مصر، التى بدورها سترسلهم إلى بلادهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن توافد اللاجئين السودانيين "غير الشرعيين" قد بدأ يتزايد منذ عام 2005 مع تأزم قضية دارفور، ويضاف إليهم وافدون من أريتريا وساحل العاج ونيجيريا وغانا وتشاد (وجميعها دول تشهد اضطرابات أمنية)، وبعض من هؤلاء الوافدين يأملون بالسفر إلى أوروبا من إسرائيل، والبعض الآخر يأمل بالمكوث داخل الدولة العبرية.
والجدير بالذكر، أن البطاقات الزرقاء للاجئين قد أثارت مزيداً من الجدل داخل تل أبيب، حيث يرى البعض أن قبولهم فى البلاد واجب أخلاقى، فيما يرى الآخرون تدفقهم تهديداً لهوية وشخصية الدولة العبرية.
وتوضح الصحيفة أن إسرائيل تضم بين حدودها 12 ألف مهاجر غير شرعى، كما أن منظمة الأمم المتحدة للاجئين المعنية بحماية اللاجئين عموماً، تعطل قرار الحكومة الإسرائيلية القاضى بترحيلهم.
وقد ألمحت الصحيفة أن المهاجرين يخشون على مصيرهم بعد ترحيلهم إلى مصر، فقد قالت إحدى اللاجئات السودانيات " لا نريد العودة إلى مصر، القاهرة لا توفر فرص عمل لنا، والحياة أصعب ما تكون، وسترسلنا إلى السودان".
فعلى الرغم من تمتع اللاجئين المسجلين بالخدمات الصحية والتعليمية فى مصر، إلا أن معظمهم يقول إنهم يعانون من التمييز، بسبب لون بشرتهم، فضلاً عن صعوبة توفير لقمة العيش فى بلد يعيش فيه نحو 43 % من سكانه بأقل من دولارين فى اليوم.
ولم تكن الواقعة التى نتج عنها فض الاعتصام الذى قام به عدد من السودانيين فى مصر بدءاً من شهر سبتمبر2005، والذى بلغ عدد المشاركين فيه ثلاثة آلاف فى حديقة مصطفى محمود، لم تكن أولى الأزمات التى عانى منها هؤلاء أثناء إقامتهم فى القاهرة، إلا أنها تعتبر الأفدح بالنظر إلى عدد القتلى والمصابين، خاصة أنها نجمت لأول مرة عن صدام واضح بين قوات الأمن المصرى ومواطنين سودانيين لم يكونوا متوقعين ـ حسب شهاداتهم ـ رد الفعل العنيف الذى لاقوه من السلطات الأمنية المصرية.
وتشير العديد من التقارير الحقوقية إلى أن اللاجئين السودانيين يمثلون نحو 76% من إجمالى عدد اللاجئين فى مصر، والبالغ عددهم نحو 21 ألف لاجئ.
فى النهاية، يرى المهاجرون أن الحياة فى إسرائيل أفضل عن الحياة فى القاهرة، أو فى بلادهم، فهم يرون أنهم على الأقل وجدوا المأوى والعمل، إلى جانب تمتعهم بالحياة فى دولة يصفونها بـ"الديمقراطية".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة