فى خطوة من المتوقع أن تثير جدلاً حاداً فى العالم الإسلامى، تستعد الحكومة التركية للانتهاء من مشروع يهدف إلى تنقية الأحاديث النبوية الشريفة وإعادة تفسيرها "بصورة عصرية". حيث ترى الحكومة التركية أن عدداً كبيراً من الأحاديث منسوبة زوراً إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، كما أن هناك أحاديث صحيحة فى حاجة إلى إعادة تفسير فى ضوء واقع القرن الحادى والعشرين.
وتعود بداية هذا المشروع إلى عام 2006، حيث كلفت وزارة الشئون الدينية فريق من علماء الدين بكلية الشريعة فى جامعة أنقرة "عددهم 35 عالماً" بالقيام بمراجعة شاملة للأحاديث النبوية، ومن المتوقع الانتهاء من هذا المشروع خلال العام الجارى.
وأوضح محمد غورميز المسئول بوزارة الشئون الدينية لصحيفة "فاينانشيال تايمز" هدف المشروع قائلاً: إن التفسير الجديد للأحاديث يسعى إلى جعل الحديث أكثر ملائمة للشعب التركى فى القرن الحادى والعشرين، وأيضاً إلى جعله أكثر دقة من الناحية العلمية والتاريخية.
ويضرب غورميز مثالاً واضحاً على ذلك قائلا: إن هناك أحاديث تمنع النساء من السفر أكثر من ثلاثة أيام من غير إذن أزواجهن، وهى تعتبر أحاديث صحيحة. لكنها لاتمثل منعاً دينياً، بل هى تعليمات جاءت لأن السفر فى زمن الرسول كان أخطر مما هو اليوم غير أن الأمور تغيرت، "وأبقى الناس على تعليمات لم يكن مقصوداً منها إلا حماية النساء مؤقتاً".
ورأى بعض المحللين الأتراك أن إطلاق المشروع كان ورائه نتائج أبحاث أكاديمية جدية توضح هدف الرسول من هذا المنع، فينقلون عنه أنه أعرب عن أمله فى "أن يأتى اليوم الذى يمكن لامرأة فيه السفر وحدها".
أما الصحف البريطانية، فقد اعتبرت أن الهدف من هذا المشروع هو إبراز الوجه الإصلاحى لتركيا، ويبدو ذلك صحيحاً على حد بعيد، خاصة أن حكومة العدل والمساواة برئاسة رجب طيب أوردجان تطاردها الأيديولوجية الإسلامية التى لا يزال الغرب يعتبرها مصدراً للتطرف.
وقد يكون المشروع التركى محاولة لإظهار أن الطبيعة الإسلامية التى لا تزال مرتبطة بأنقرة لن تكون عائقاً فى حال انضمامها للاتحاد الأوروبى، وهى الخطوة التى تناضل تركيا من أجل تحقيقها.
وينقل موقع " بى بى سى" عن فليكس كورنر أحد القائمين على المشروع قوله: "إن العديد من الأحاديث تم اصطناعه بعد وفاة النبى محمد ( ص) بقرون لخدمة مصالح معينة، حيث يمكن تبرير أى شىء باستخدام حديث نبوى ملفق، مثلما حدث فى تبرير عمليات ختان الإناث على سبيل المثال.
ويلفت كرونر إلى أن الدين الإسلامى استغلته ثقافات متتالية، أغلبها محافظة لدعم عدد من أشكال السيطرة على المجتمعات.
وقد علقت صحيفة الجارديان على هذا المشروع باعتباره حملة لكسر الثوابت تقودها حكومة أوردجان من أجل تحقيق الاندماج بين المعتقدات والتقاليد الإسلامية وبين الأساليب والمبادئ الفلسفية الأوروبية والغربية.
ونقلت الصحيفة عن بعض المصادر قولها: إن مشروع الإصلاح الإسلامى فى تركيا بدأ يؤتى ثماره بإلغاء عقوبة الإعدام والحملة ضد جرائم الشرف وتدريب وتعيين مئات النساء أئمة للمساجد.
حديث نبوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة