زيارة نجاد للعراق بين غيظ أمريكى وسيطرة إيرانية

الخميس، 28 فبراير 2008 05:35 م
زيارة نجاد للعراق بين غيظ أمريكى وسيطرة إيرانية أكثر من عصفور بحجر واحد
طهران ـ (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأحد القادم يشهد زيارة تاريخية للرئيس الإيرانى محمود احمدى نجاد إلى العراق تحمل من المعانى الكثير من حيث التوقيت بشكل خاص، ففيها تلميح إلى أن إيران لاعب مؤثر فى السياسة العراقية يصعب على الولايات المتحدة عزله أو تجاهله وفى الوقت نفسه ترغب إيران فى جعل الولايات المتحدة تعيد النظر فى أسلوب ضغطها فى موضوع الملف النووى الإيرانى.
وفى المعلن والرسمى تهدف أول زيارة لرئيس إيرانى منذ الثورة الإسلامية عام 1979 إلى تعزيز العلاقات التجارية والروابط الأخرى مع العراق الذى خاضت إيران حرباً معه على مدى ثمانى سنوات فى الثمانينيات.
لكن محللين ودبلوماسيين يقولون إن أهمية الزيارة ـ التى تستمر يومين ـ أنها تأتى فى الوقت الذى تتهم فيه واشنطن طهران بتقديم الأسلحة للجماعات المسلحة التى تستهدف القوات الأمريكية، الأمر الذى تنفيه طهران.
وقال دبلوماسى غربى فى طهران "الموضوع الرئيسى سيكون نجاح السياسة الخارجية بالذهاب إلى العراق والعودة، تحت عيون الأمريكيين، فى حين يتحدث الأمريكيون عن عزل إيران."
وعلى الصعيد الداخلى، قد يستثمر الرئيس الإيرانى نجاحه فى مجال السياسة الخارجية فى صرف الانتباه عن الاقتصاد والتضخم الذى تجاوز 10 % قبل الانتخابات البرلمانية القادمة فى مارس، حيث ستمثل اختباراً لشعبيته وتبين حجم فرصته فى إعادة انتخابه عام 2009 .
وحث المسئولون العراقيون واشنطن وطهران، اللتين لا توجد علاقات دبلوماسية بينهما منذ حوالى ثلاثة عقود، على عدم استخدام العراق كساحة حرب بسبب خلافاتهما التى يدور أحدها حول الطموحات النووية الإيرانية.
وسيسعى أحمدى نجاد، وهو من ضمن لائحة الولايات المتحدة للخطرين على الأمن العالمى، لأن يظهر لواشنطن علاقات طهران الوثيقة مع الحكومة العراقية التى يقودها الشيعة وهو المذهب الذى ترتكز عليه سلطته الروحية فى إيران.
ورغم أن إيران تريد حكومة عراقية برئاسة الشيعة إلا أنها حريصة على إقامة علاقات جيدة مع كل الفصائل، ويقول محللون إن إيران لا تريد تقسيم العراق حتى لا يشجع ذلك أى انفصاليين فى إيران ويترك فى الوقت نفسه شيعة العراق يديرون بلداً صغيراً.
وقال الدبلوماسى الإيرانى أمير محبيان " إن الحل الأفضل بالنسبة لإيران هو حكومة مركزية يسيطر عليها الشيعة على أن تكون ضعيفة بما يكفى لأن تعتمد على إيران للحفاظ على توازن القوى داخل العراق."
وتنفى إيران أى دور لها فى أعمال العنف التى تلقى بالمسئولية عنها على وجود القوات الأمريكية وتقول أنها تريد الاستقرار لجارتها، لكن محللين يقولون ـ رغم ذلك ـ إنها تعتبر العراق أداة مفيدة.
ويقول بعض المحللين إن إيران ربما استخدمت نفوذها لدى الجماعات المسلحة بالعراق للمساعدة فى الحد من إراقة الدماء أواخر العام الماضى كتنازل لواشنطن، حين كانت طهران منزعجة بشأن تهديد أمريكى باللجوء بالقوة للتعامل مع الخلاف النووى.
يشار إلى أن التقارب بين العراق وإيران صار ممكناً فى الآونة الأخيرة، خاصة بعد إطاحة الولايات المتحدة بصدام حسين الذى شن الحرب التى استمرت من 1980 إلى 1988 على الحدود بين الدولتين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة