خرجت إحدى الصحف العربية الدولية (جريدة الشرق الأوسط) بتاريخ 24 فبراير 2008، لتنشر ملخصاً مترجماً لتقرير تلفزيونى إسرائيلى يقول إن المكونات الأولية لصاروخ "القسام" تأتى من إسرائيل بطرق شرعية. وأفاد التقرير أن المواد المتفجرة برأس الصاروخ يتم استخلاصها من المبيدات الزراعية التى يتم استيرادها بشكل مباشر من تل أبيب..
هذا التقرير ربما يفتح مرة أخرى ملف السلاح الفلسطينى ومصدره، وكيف يتم تسهيل دخوله إلى الأراضى المحتلة، ولاسيما قطاع غزة المحاصر.
فمنذ اندلاع الانتفاضة الثانية، تم الكشف عن حالات سرقة وتسريب لسلاح الجيش الإسرائيلى داخل قطاع غزة، بل وصل الأمر إلى الكشف عن قيام جنود إسرائيليين ببيع أسلحتهم لعناصر فلسطينية، وهو ما أعلنته صحيفة "يديعوت أحرنوت" فى أواخر العام الماضى، حيث اعتقلت الشرطة العسكرية الإسرائيلية جنديين بالجيش الإسرائيلى، سرقا بندقية من طراز "إم ـ 16" من قاعدة عسكرية، وباعاها لتاجر سلاح فلسطينى بقرية طمون يدعى حكمت بنى عودة، وأكدت الصحيفة أن بنى عودة باع البندقية لجهات معادية.
وتقود هذه الواقعة إلى واقعة أخرى أكبر، كشف عنها تقرير إسرائيلى صدر فى عام 2003 تمت ترجمته من قبل مركز "مدار" للدراسات الإسرائيلية، حيث يشير إلى أن هناك سرقة منتظمة للمخازن الإسرائيلية، وأنه فى عام 2002 تمت سرقة 159 بندقية، مقابل 106 بنادق فى سنة 2001. أما فى عام 2003، فتم الكشف عن سرقة حوالى 360 قنبلة يدوية وكميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة الخفيفة من مخازن الجيش الإسرائيلى.
بل إنه بعد الكشف عن هذه الوقائع صرح أحد المصادر الفلسطينية ـ خلال فترة حكم عرفات ـ قائلا "إن هذا الأمر طبيعى.. ومعروف أن 50% على الأقل من السلاح فى الأراضى الفلسطينية تأتى من الجيش الإسرائيلى". وقد أكد على هذه المقولة ما ذكره الرئيس الراحل ياسر عرفات رداً على اتهامات الحكومة الإسرائيلية بأنهم يحصلون على السلاح من حزب الله اللبنانى أو عبر أنفاق مع مصر، حيث قال: "إن أسهل الطرق لشراء السلاح من الإسرائيليين".
وما بين هذا وذاك.. يجب إثارة قضية الأنفاق بين غزة ومصر، والتى يتم من خلالها ـ وفق العديد من المصادر الصحفية والأمنية ـ تهريب السلاح، وأيضا البشر والمخدرات. فهذه المسألة تعتبر ركناً هاماً فى مسألة البحث عن مصادر السلاح الفلسطينى. ولكن تبدو مسألة التركيز عليها وحدها أمرا غير ذى جدوى، حيث كشفت وثيقة مصرية بتاريخ 2/11/2007 عن ضبط قوات حرس الحدود المصرية المنتشرة على امتداد محور "فيلادلفيا 8" أنفاقاً لتهريب السلاح خلال شهر أكتوبر. بل إن الوثيقة أشارت إلى أن أحد المصادر الأساسية لحركة "حماس"، والتى تتلقى منه السلاح والذخيرة، هم جنود الجيش الإسرائيلى الذين يبيعون لهم أسلحة وذخيرة، وأضافت الوثيقة أيضا أن معظم عمليات التهريب تتم عن طريق البحر، والبحرية الإسرائيلية فشلت فى إيقافها.
هذه الصورة، ربما تشير بوضوح إلى أن إسرائيل ذاتها تعتبر أحد أهم مصادر السلاح والذخيرة للفلسطينيين، ولكن المفارقة أن الجيش الإسرائيلى لم يستطع إيقاف مثل هذا التدفق فى ظل الحصار المحكم على قطاع غزة، الواقع تحت سيطرة حماس.
تقرير إسرائيلى يؤكد أن إسرائيل هى مصدر صواريخ القسام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة