اتخذت وزارة الصحة المصرية قراراً بتوحيد زى الممرضات اعتباراً من مارس المقبل، الأمر الذى سيفرض على آلالاف من الممرضات المصريات المنقبات، أن يكشفن عن وجوههن وأيديهن أثناء عملهن فى المستشفيات.
فطبقا لإحصاء أجرته وزارة الصحة المصرية، فهناك 9630 ممرضة منقبة فى مستشفيات وزارة الصحة، من إجمالى عدد الممرضات البالغ 90 ألف ممرضة.
من جانبها أكدت وكيلة وزارة الصحة المصرية الدكتورة هدى زكى أنه لن يسمح للممرضات المنقبات بمخالفة الزى الموحد، وفى حالة عدم التزام أى من الممرضات بالزى سيتم تطبيق الجزاءات الإدارية عليهن، حيث تبدأ بلفت النظر ثم الخصم من المرتب، إلا أنها استبعدت أن يتم فصل من لا يلتزمن بالزى الجديد.
وأضافت "أن مهنة التمريض كأي مهنة لها متطلباتها، وزيها، وعلى من يريد العمل بهذه المهنة الالتزام به، مضيفة "أن النقاب يعد عائقاً لعملية التواصل بين الممرضة والمريض، كما يساعد على انتشار العدوى لعدم تمكنها ـ الممرضةـ من تطهير يديها من مريض لآخر، لأنها ترتدى قفازاً". وأكدت هدى زكي أن هناك بعض الممرضات المنقبات امتثلن لأوامر الوزارة واستعضن عن النقاب بالحجاب.
وكشفت أن الوزارة انتهت من تصميم الموديلات المختلفة للزى، وأنه سيبدأ تطبيق النظام الجديد فى منطقة "القاهرة الكبرى"، ثم تباعاً فى بقية أنحاء مصر. وأشارت إلى أن وزارة الصحة استفادت من التصميمات المماثلة فى الدول الأخرى، واختارت التصميمات التى تناسب مصر من بينها، مضيفة أنه سيكون هناك لكل قسم من أقسام التمريض لون وتصميم موحد على مستوى البلاد.
وجهتى نظر
وكانت نقابة الأطباء المصرية قد حذرت وزير الصحة حاتم الجبلى من فصل آلاف الممرضات المنقبات العاملات فى المستشفيات المصرية.
على صعيد آخر قال أمين صندوق نقابة الأطباء الدكتور عصام العريان، إن موقف نقابة الأطباء هو أن هناك مشاكل أهم من مشكلة توحيد الزى أو نقاب الممرضات، "لكن وزارة الصحة تريد إشغال الناس عن المشاكل الحقيقية".
وأضاف العريان، وهو أحد قيادى جماعة "الإخوان المسلمين"، "أنه فى حال إجبار الممرضات على عدم ارتداء النقاب فسيلجأن إلى القضاء، وسيحكم لهن"، مشيراً إلى أنه سبق وأن فشلت وزارة التربية والتعليم فى تطبيق قرار مماثل بمنع المدرسات المنقبات.
من جهته، أيد الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة الدكتور محمد أبو الغار تطبيق الزى الموحد، ومعاقبة من لا يلتزمن بالنظام الجديد بالجزاءات الإدارية وصولاً إلى الفصل من العمل، وقال: "ليس من حق أى منقبة إن تعمل فى عمل عام يستوجب التواصل مع الناس، وليس فى مهنة التمريض فقط، فمن حقى أن أرى وجه من أتعامل معه".
وأكد أبو الغار "أن علماء الدين أجمعوا على أن النقاب ليس فرضاً، وبالتالى فإذا تعارض مع واجبات العمل فإن الإصرار على ارتدائه هو من قبيل العند، وليس الالتزام الدينى".
وكان وزير الصحة المصرى حاتم الجبلى قد شن هجوماً على ارتداء الممرضات للنقاب، واعتبر أن ارتداء الممرضة للنقاب يعوق مباشرتها لوظيفتها فى رعاية المرضى، وأكد الوزير أنه لا توجد دولة فى العالم تسمح للعاملين فيها باختيار زى خاص بهم، خاصة فى مهن لها علاقة بالعمل العام.
غير أن حمدى حسن المتحدث باسم كتلة جماعة "الإخوان المسلمين" فى مجلس الشعب وصف قرار تطبيق زى موحد للممرضات بأنه ذريعة لإجبار الممرضات المنقبات على خلع النقاب. وقال: "لا ينبغى على السلطات فى بلدنا، ونحن دولة إسلامية، أن تصطدم بعقائد المسلمين أو حتى المسيحيين".
وأضاف "لن يؤثر على الزى الموحد أن ترتدى ممرضة نقاب، فحتى الأطباء يرتدون قناعاً على وجوههم في حجرة العمليات، أما الادعاء بأن النقاب يؤثر على عمل الممرضة فهذا تلكيك، فالممرضة ترتدى على أى حال قفاز طبى أثناء عملها وهذا أمر طبيعى، وتابع المتحدث باسم الإخوان "فى النهاية أى قانون أو قرار لا يصدر لصالح المجتمع فلن يطبقه أحد، ولن يزيد من رصيد الحكومة المتآكل".
حوالى 10 آلاف ممرضة منقبة فى مصر
منع ارتداء الممرضات المصريات للنقاب أثناء العمل
الأحد، 24 فبراير 2008 12:04 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة