لماذا يقتل شباب عراقيون يرفهون عن أطفال العراق ويحاولون مسح آلامهم ورسم بسمة بدل الدموع ؟ ولماذا يهددون بالقتل لمجرد أنهم اختاروا لعرضهم عنوان "الطفل مقدس كالوطن"؟،
أسئلة منطقية فى واقع لا يعقل أى منطق، واقع عراقى بدأ القتل فيه يتحول إلى هواية ولذة، عبد الرحمن وعلى وسيف هم من تبقى من أعضاء فرقة "بهلوانات الأسرة السعيدة" التى أسسوها فى 2004 لتسلية الأطفال العراقيين والتخفيف عنهم، وقبل أشهر تلقى البهلوانات تهديدات بالقتل إن هم استمروا فى عروضهم التى عنونوها " الطفل مقدس كالوطن"، ومع ذلك استمروا فى نشاطهم الفنى داخل العراق إلى أن تغيب اثنان منهم عن التدريب، ليفاجأوا بأنهما قتلا على أيدى مليشيات.
كان ذلك كافياً لدفع الثلاثة الباقين للفرار من العراق. وسؤالهم مازال بلا إجابة: "لا نعرف لم يستهدفوننا. نحن نسلى الأطفال"!
وكما الشأن بالنسبة لمئات الآلاف من العراقيين، فر البهلوانات الثلاثة إلى سوريا، حيث قصدوا مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
واليوم يمارس الثلاثة مهنتهم لحساب المفوضية بتسلية الأطفال من اللاجئين العراقيين خلال ساعات الانتظار الطويلة التى يقضونها فى انتظار التسجيل.
