خالد إسماعيل

"الثقافة الجديدة" مزاد علنى !

الأحد، 24 فبراير 2008 07:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العدد الأخير من مجلة "الثقافة الجديدة"، التى تصدرها وزارة الثقافة، كان عدداً "غرائبى وعجائبى" فى آن لأسباب عديدة، منها أن مقال الدكتورة عفاف عبد المعطى الذى تناولت فيه أعمال عدد من الروائيين، لم ينل المساحة اللائقة به رغم أهميته، فقد اقتربت الدكتورة عفاف من أعمال شحاته العريان و خالد السروجى وآخرين، ولم تزد المساحة المخصصة له عن ثلاث صفحات .
بينما فى العدد نفسه، مساحات واسعة للأديبة الشابة أمينة زيدان، التى اكتشفها الوسط الأدبى فجأة، ففتح لها القنوات والصفحات تكفيراً عن نسيانه إياها طوال السنوات التى أعقبت صدور كتابها الأول عن المجلس الأعلى للثقافة منذ حوالى 8 سنوات.
وأظن ـ وبعض الظن ليس إثما ـ أن مجلة "الثقافة الجديدة " تقوم بدورها ضمن دور مرسوم فى غرفة عمليات وزارة الثقافة، هدفه الأصلى تلميع الأدباء القريبين من دوائر الوزارة، فالكاتبة تنتمى إلى محافظة السويس ونشأت بين أحضان قصور الثقافة، وهذا وحده لا يعنى إعطاءها مساحة أكبر مما تستحق رغم ما يردده نقاد " السهرات " فى المعادى !
العجيبة الأخرى فى العدد نفسه هى غياب الضمير أو الوعى عن كثيرين ممن ساهموا فى إعداد هذا العدد، فالعدد صدر بالتزامن مع مؤتمر الرواية الرابع الذى انتهت أعماله منذ أيام، وكان من باب أولى، أن يمتلك القائمون على تحرير العدد ضميراً يسمح لهم بتقديم المشهد الإبداعى بصورة نزيهة، بعيداً عن العلاقات الشخصية و " الموائد " التى تجمع الأصدقاء فى أماكن " الأكل والشرب " فى وسط القاهرة !
إن الحكومة تصرخ هذه الأيام من فشلها فى توصيل الدعم إلى الشرائح التى تستحقه، ونسيت أن أموالاً تقدر بالملايين تهدرها وزارة الثقافة فى أشياء لا يستفيد منها سوى عدد قليل من موظفى الوزارة وأصدقائهم، ويكفى أن نعرف أن مجلة " الثقافة الجديدة" تكلف الدولة سنوياً مئات الألوف من الجنيهات دون أن يستفيد منها كل الأدباء.
إن من عيوب الشعوب المقهورة ، إعادة إنتاج " الاستبداد " واستغلال النفوذ ـ حتى لو كان نفوذاً صغيراً بحجم الثقافة الجديدة ـ والبحث عن العائد، دون الالتزام بالرسالة أو الضمير أو الأمانة .. ونحن ولله الحمد شعب مقهور منذ عهد آدم عليه السلام !
ختام لابد منه
أدباء الأقاليم ، يجب أن يستقلوا ويبحثوا عن حضور إبداعى لهم بعيداً عن مبنى وزارة الثقافة ، لأن الإبداع الحقيقى هو الذى سيبقى ، فلا " الكاميرا " ولا " شيكات الهيئة " ولا مجلاتها ولا ندواتها ولا " منح التفرغ " التى تعطيها للبعض ، تساوى قصة حلوة أو رواية بديعة ، أو قصيدة جميلة، أو لحظة يعيشها أديب حقيقى عندما يقابله قارئ أو ناقد محترم فيقول له "روايتك رائعة" أو "ديوانك جميل"، وهذه اللحظة لا يمكن شراؤها بالمال أو" العلاقات العامة "أو حتى كنوز الدنيا... ورحم الله الدكتور حاتم عبد العظيم الذى لم يحتمل هذا الحال المتدهور، فسافر إلى السعودية هرباً من "عصابات الثقافة "، ولبّى نداء ربه هناك .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة