اختتمت ندوة" استدامة السياحة وإدارة المناطق الساحلية فى منطقة البحر المتوسط" أعمالها فى إسطنبول يوم الخميس بالدعوة لمزيد من الاندماج بين الأنشطة السياحية والمجتمعات المحلية وبين القطاعين العام والخاص فى منطقة تستقطب بين 220 و350 مليون سائح سنويا. وكانت الندوة قد عقدت على مدى ثلاثة أيام فى إطار البرنامج البيئى الأورومتوسطي" سماب" برعاية الاتحاد الأوروبى ووزارة السياحة التركية وبمشاركة 100 خبير ومسئول من عشرة بلدان متوسطية وهى المغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل ولبنان وسوريا وتركيا( الدولة المضيفة).
وحذر المشاركون فى ختام الندوة من منح شهادات خضراء للمنشآت السياحية وسلاسل الفنادق الشهيرة دون اتخاذ خطوات حقيقية للحفاظ على البيئة من خلال مراعاة بعض المعايير مثل نوع الطاقة والمياه المستهلكة ونسبة التلوث البيئى. ولفتوا إلى مخاوف تحول السياحة من بناء وحدات سياحية قبل 40 عاماً إلى بناء مناطق سياحية ثم إلى بناء مدن سياحية كاملة مع إملاء إرادة الشركات والمنظمات السياحية العالمية والإقليمية والمحلية بما يدمر البيئة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية القائمة.
ومن المعروف أن استطلاعات الرأى الأخيرة أظهرت أن 70% من السائحين البريطانيين لا يريدون زيارة شواطئ متسخة وأن 53% يرغبون فى زيارة أماكن ثقافية و75% من السائحين الأمريكيين يرغبون فى رعاية البعد البيئى للسياحة وعدم الإضرار بالمناطق التى يزورونها. وأظهرت أيضاً أن 69% من السائحين الهولنديين مستعدون لدفع نفقات إضافية مقابل السياحة البيئية وأن 82% منهم يرغبون فى وضع معلومات عن البيئة فى البرامج السياحية.
واستعرض الحاضرون بعض أمثلة السياحة البيئية التى تقع ضمن تصنيف السياحة المستدامة، ومنها محمية وادى الريان الطبيعية فى الفيوم بمصر والتى تضم وادى الحيتان الذى أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 2005 ضمن مواقع التراث الطبيعى العالمى.
وتقع منطقة وادى الريان جنوب غربى القاهرة فى الصحراء ومساحتها 1759 كيلومتراً مربعاً ويبلغ عدد سكانها حوالى أربعة آلاف نسمة وأهم ما يميزها وجود هياكل كاملة لحيتان عمرها 40 مليون عام.
وقال دان باليشنى مدير مكتب القاهرة لاتحاد الحماية العالمى (آى. يو.سي.إن) إن المنطقة كانت تستقطب فى البداية نحو ألف سائح سنويا منذ إعلانها محمية من 12 منطقة محمية فى مصر عام 1989 وأن العدد زاد إلى ثمانية آلاف سائح فى عام 2007 بعد شق طريق معبد فى قلب الصحراء.
هذا وانطلق برنامج "سماب" لأولويات العمل البيئى فى نوفمبر 1997 من خلال مؤتمر هلسنكى الأورومتوسطى بوصفه المكون البيئى للتعاون بين الاتحاد الأوروبى والدول المطلة على حوض البحر المتوسط والقاهرة هى مقر المرحلة الثالثة والأخيرة للبرنامج والتى تركز على تقديم المعونات الفنية للدول الأعضاء وتنتهى نهاية العام الحالى ليحل محل هذا البرنامج، برنامج أفق 2020 ومعاهدة الجوار الأوروبى.
اختتام أعمال ندوة" استدامة السياحة فى دول البحر المتوسط"
السبت، 23 فبراير 2008 08:57 م
السياحة فى البحر المتوسط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة