قرر برلمان الجمهورية الصربية، مساء أمس الخميس، أن من "حق" الكيان الصربى البوسنى الانفصال عن البوسنة، إذا ما اعترفت الأمم المتحدة وأكثرية بلدان الاتحاد الأوروبى باستقلال كوسوفو، فى الوقت الذى احتجت فيه واشنطن وبشدة على حرق سفارتها بصربيا.
وجاء فى قرار اعتمدته الأكثرية الساحقة فى برلمان صرب البوسنة أنه "إذا اعترف عدد كبير من أعضاء الأمم المتحدة ولاسيما منهم أعضاء الاتحاد الأوروبى باستقلال كوسوفو، فإن البرلمان يعتقد أن ذلك سيشكل سابقة فى الاعتراف بالحق فى تقرير المصير، بما فيه حق الانفصال".
وقد أعلن قيام دولة البوسنة – تضم الجمهورية الصربية مع الاتحاد الكرواتى المسلم - بعد الحرب الطائفية التى عصفت بالجمهورية اليوغوسلافية السابقة من 1992-1995، ويرتبط الكيانان بمؤسسات مركزية ضعيفة.
وعلى صعيد آخر تواصلت الاحتجاجات الدولية على قيام متظاهرين صربيين بحرق السفارة الأمريكية فى صربيا أمس الخميس، فمن جانبها أعلنت واشنطن رسمياً احتجاجها على حرق سفارتها فى بلجراد، التى أسفرت عن تفحم جثة، أوضحت الولايات المتحدة أنها ليست لأحد من رعاياها.
وحمل شون ماكورماك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الحكومة الصربية المسئولية عن الحادث، "لأنها لم توفر الأمن لموظفينا وسلامتهم"كما قال.
وفى أول إدانة منه لأعمال العنف فى بلجراد، هدد الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبى الخارجية خافيير سولانا، اليوم الجمعة، بعدم استئناف المفاوضات حول اتفاق شراكة بين صربيا والاتحاد الأوروبى فى حال ما استمرت أجواء العنف التى ولدتها التظاهرات الصربية ضد استقلال كوسوفو.
ويشكل إبرام اتفاق لإرساء الاستقرار والشراكة عموماً الخطوة الأولى على طريق انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبى.
ووصفت المتحدثة باسم سولانا فى وقت سابق أعمال العنف المحتجة فى بلجراد على استقلال كوسوفو بأنها "غير مقبولة على الإطلاق"، داعية إلى "الهدوء وضبط النفس".
وكان مجلس الأمن قد أصدر، مساء أمس الخميس، بياناً صحفياً قال فيه: إن "أعضاء مجلس الأمن يدينون بأقسى العبارات الهجوم الذى شنه الجموع على السفارات فى بلجراد وألحقت أضراراً بالمبانى وعرضت للخطر الأطقم الدبلوماسية".