أثار التهديد الذى تلقاه القائم بالأعمال الكويتية فى لبنان - أمس الخميس- بتدمير السفارة الكويتية فى بيروت، وما تلاه من دعوة الكويت رعاياها إلى مغادرة لبنان، ردود فعل متباينة فى الأوساط السياسية اللبنانية، ففى الوقت الذى قلل فيه فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبنانى من الحدث بأنه كان فقط تدبيراً وقائياً من سفير الكويت "وينبغى عدم المبالغة فى شأنه" قال حزب الله : إن التهديد يهدف إلى إساءة العلاقات بين البلدين كما أعرب نبيه برى رئيس حركة أمل عن إدانته للتهديدات .
فقد قال السنيورة:" إنه كانت هناك خشية كما سمعنا، من هجوم محتمل على السفارة الكويتية، ولهذا السبب اتخذوا- أى السلطات الكويتية - هذه التدابير، ولم يوصوا فعلياً مواطنيهم بعدم زيارة لبنان أو بعدم الحضور إلى لبنان أو بمغادرة لبنان".
بينما سبقه رد فعل حزب الله الذى جاء عقب التهديدات حيث قال نواف الموسوى مسئول العلاقات الدولية فى الحزب :"إن أمن الأخوة فى السفارة الكويتية هو من أمن لبنان واللبنانيين" معتبراً "أن هذه التهديدات هى محاولة للإساءة للروابط الوثيقة بين الشعبين الشقيقين".
واستنكر الموسوى التهديدات فى اتصال أجراه مع القائم بالأعمال الكويتية طارق الحمد، وكذلك فعل زعيم حركة أمل نبيه برى.
وفى نفس الوقت اعتبر فوزى صلوخ وزير الخارجية اللبناني المستقيل" أن مثل هذا العمل مدان ومرفوض من جميع اللبنانيين"،كما أكد رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريرى رفضه "هذه الأساليب التى لا تتلاءم إطلاقاً مع العلاقات الأخوية بين لبنان والكويت".
وكانت السلطات الكويتية قد أمرت بإخلاء مقر السفارة الكويتية فى بيروت، أمس الخميس، بعدما تلقت تهديداً من مجهول بتعرضها للقصف، ودعت الكويت مواطنيها إلى "التريث فى السفر إلى لبنان".
فى حين قال القائم بالأعمال الكويتية طارق الحمد:" إن مجهولاً اتصل بى فى السفارة وقال سأطلق صاروخين وأدمر السفارة فوق رؤوسكم وأغلق الهاتف ولم يذكر سبب التهديد".
وأضاف القائم بالأعمال الذى أمر بإخلاء مكاتب السفارة قرب وسط بيروت ومقر بنك الكويت الوطنى "كان لا بد من أخذ هذا التهديد فى الاعتبار".
وتابع "لا عداء لنا مع أى طرف فى لبنان، والكويت تقيم علاقات جيدة مع كل الأطراف والأحزاب فى هذا البلد".
وكانت وكالة الأنباء الكويتية نقلت عن مصدر مسئول فى وزارة الخارجية الكويتية إنه "نظراً للظروف السياسية الراهنة التى يمر بها لبنان الشقيق، فإن وزارة الخارجية وحرصاً منها على سلامة المواطنين ترى التريث فى السفر إلى لبنان فى هذه الظروف". كما نقلت أيضا عن مصدر مسئول فى سفارة الكويت فى لبنان تأكيده الأنباء عن تلقى تهديدات.
ويأتى هذا الحادث فى وقت يشهد فيه لبنان أزمة سياسية حادة منذ أكثر من عام تفاقمت بعد فراغ مقعد رئاسة الجمهورية.
وتشهد العاصمة اللبنانية ومناطق أخرى منذ أسابيع مواجهات متكررة بين مناصرين للأكثرية وآخرين للمعارضة.
وكانت الحكومة السعودية قد نصحت رعاياها الاثنين الماضى بعدم التوجه إلى لبنان بسبب الوضع الأمنى "غير المستقر" فيه.
من ناحيتها أغلقت فرنسا اليوم مؤقتاً اثنين من مراكزها الثقافية فى لبنان "لأسباب أمنية".
وعلى الصعيد الكويتى يتزامن هذا الحادث مع بلبلة سياسية بعد قيام نواب ومواطنين شيعة بتنظيم تجمع تأبينى للقائد العسكرى فى حزب الله الشيعى اللبنانى عماد مغنية الذى اغتيل فى دمشق الأسبوع الماضى.
ورفع أربعة محامين كويتيين، الأربعاء الماضى، دعوى قضائية ضد نائبين حزب الله عدنان عبدالصمد وأحمد لارى إضافة إلى مسئولين حاليين وسابقين شيعة لتنظيمهم تجمعاً تأبينيا لمغنية الذى اتهمته السلطات الكويتية بخطف طائرة كويتية فى الثمانينات.
ويتهم مقيمو الدعوة تلك الشخصيات بأنهم "مؤسسون وأعضاء فى حزب الله الكويت وإنهم عملوا على شق الوحدة الوطنية وأعلنوا ولاءهم لحزب الله"، كما فصل النائبان من كتلتهما النيابية.
وليس هناك فرع معروف لحزب الله اللبنانى فى الكويت، إلا أن البعض يعتقد أن هذا التنظيم يعمل بشكل سرى فى البلاد وهو يعرف باسم "حزب الله الكويت".
وفى نفس السياق كان السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية قد غادر بيروت ظهر اليوم لإطلاع الأمين العام السيد عمرو موسى على نتائج زيارته ولقاءاته بالفرقاء اللبنانيين حيث أكد يوسف فى تصريح له بمطار بيروت قبيل مغادرته أن المبادرة العربية مستمرة رغم الفجوات الموجودة ..مشيراً إلى أنه سيرفع تقريراً إلى الأمين العام يعرض فيه نتائج زيارته.وكان يوسف قد أجرى محادثات شملت أطرافاً من فريقى الأغلبية والمعارضة للعمل على تفعيل المبادرة العربية وللتمهيد لزيارة الأمين العام للعاصمة اللبنانية .
تلقت السفارة الكويتية تهديد بالندمير فى لبنان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة