فايننشيال تايمز: مصر حائرة بين أمنها وتعاطفها مع غزة

الخميس، 21 فبراير 2008 11:12 ص
فايننشيال تايمز: مصر حائرة بين أمنها وتعاطفها مع غزة مصر بين مطرقة المسئولية تجاه الفلسطينيين وسندان أمنها القومى
ترجمة ـ ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية فى عددها الصادر ،اليوم الخميس، إن مصر أصبحت حائرة، بعد أحداث اقتحام الفلسطينيين للحدود الشهر الماضى، بين التعاطف مع الفلسطينيين إرضاء للشارع المصرى والعربى ـ وبين اعتبارات أخرى أهمها الأمن القومى وإرضاء الحلفاء الغربيين.
وكتب مراسل الصحيفة فى رفح "أندرو أنجلند" يقول: إن مشهد تدفق آلاف الفلسطينيين داخل مصر الشهر الماضى بعد أن فجر المسلحين الجدار الحدودى من جانب قطاع غزة، كان واحداً من أسوأ كوابيس القاهرة التى كانت تكافح من أجل التعامل مع الصراع الإسرائيلى ـ الفلسطينى المحتدم على خطوطها الخلفية.
ويقوم الجنود المصريون الآن بحماية الحدود مع غزة بعد أن حذر المسئولون من أنهم لن يتسامحوا مرة أخرى فى حال تكرار مثل هذا الحدث، وأنه سيتم استخدام القوة المفرطة فى المرة المقبلة.
لكن حتى مع إغلاق الثغرات فى الجدار الحدودى مرة أخرى، تظل مشكلات الحدود التى أظهرتها الأحداث والقضايا التى تفجرت ومازالت مستمرة لعدة أشهر.
ويرى المراقبون ـ بحسب الصحيفة البريطانية ـ أن توغلاً أخر يمكن أن يحدث عندما تقرر حركة حماس ذلك التى تسيطر على القطاع.
ويقول أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: إن حماس لديها الرغبة والأدوات اللازمة لاجتياح الحدود مرة أخرى عندما تريد ذلك فى أى وقت.
على جانب آخر تريد مصر أن تظهر متعاطفة مع القضية الفلسطينية خاصة مع اتساع السجن الإسرائيلى واستمرار الدولة العبرية فى فرض حصارها على غزة.
من ناحية أخرى، تخشى مصر بشدة على أمنها القومى وتأثير الحركات الإسلامية فى المنطقة، كما أنها قلقة من إضفاء أى قدر من الشرعية على حماس.
وتعلق مصر آمالها على المحادثات مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبى لإيجاد طريقة فعالة لفتح معبر رفح الذى ظل مغلقاً منذ استيلاء حماس على قطاع غزة فى يونيو الماضى، وكان هناك اتفاق على نشر مراقبين من الاتحاد الأوروبى على الحدود لكنهم انسحبوا بعد سيطرة حماس على غزة.
وتنقل الصحيفة عن أحد المسئولين المصريين قوله: إن خيار وضع قطاع غزة تحت الحصار أثبت محدوديته، هو ليس أداة يمكن استخدامها فى أى وقت ودون أى تكلفة، وأضاف أن مصر لديها وسائلها على الأرض للتأكد من أن الموقف على الحدود لن يتكرر، لكن لا ينبغى أن يتم ذلك بصورة منعزلة لأن المسار السياسى هو أساس الجهود المصرية.
لكن الحل يبدو بعيداً من وجهة نظر الصحيفة، خاصة أنه سيكون معتمداً على توصل الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق وموافقة إسرائيل عليه.
كما أن هناك مخاوف مصرية وأوروبية من فتح معبر رفح فى الوقت الذى تبقى فيه المعابر الإسرائيلية مع غزة مغلقة، مما سيعطى إسرائيل الفرصة لدفع مشكلات غزة إلى مصر.. وربما تكون مصر قادرة على استخدام القوة لوقف محاولات المسلحين المرور عبر الحدود، إلا أن قواتها ستكون فى وضع غاية فى التعقيد إذا احتشد المدنيين بشكل كبير.
ويرى أحد المسئولين الأوروبيين أن مصر بين مطرقة وسندان، فهى تحاول إرضاء الشارع العربى، وفى نفس الوقت تحاول إرضاء حلفائها الرئيسيين أيضاً.
ويختتم المراسل تقريره بالقول بأن مصر لديها حساسيات داخلية، فقبل عبور الفلسطينيين إلى الحدود كانت هناك احتجاجات داخل مصر على الحصار الإسرائيلى على غزة، وتخشى الحكومة أن يتم زيادة هذه الاحتجاجات من جانب الإخوان المسلمين التى تعد حركة المعارضة الرئيسية فى مصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة