الروائى "محمد صلاح العزب" يتعرض - هذه الأيام - لحملة تشويه، فهو لأول مرة يجد نفسه فى مواجهة تيار "الجهل الوطنى"، والحكاية بدأت من روايته "سرير الرجل الإيطالى" نشر منها أجزاء فى جريدة "الدستور"، ثم توقف النشر، وبدأ سيل الشتائم ينهال عليه من أعضاء تيار "الجهل الوطنى"، فهذا التيار نشأ وترعرع فى ظل نشاط الجماعات الإرهابية، التى نشأت أيضاً وترعرعت فى حضن النظام السابق واصطدمت بالنظام الحالى، فى سنوات الثمانينيات والتسعينيات.
قال لى محمد صلاح العزب:
- بس دول شاتمينّى أوى..
فقلت له:
- هذا دليل نجاح وقدرة فنية على إزعاج الذائقة الجاهلة النفطية الهوى السعودّية الهوّية.
ولم يسترح صديقى "العزب" لإجابتى وتحليلى للموقف ، ومن الضرورى أن أذكر هنا أن محمد صلاح العزب، أزهرى، تخرج فى كلية "اللغة العربية" بامتياز مع مرتبة الشرف، يتميز عن كثير من الأدباء بامتلاكه ناصية اللغة وحلاوة الأسلوب، وربما تكون هذه الحملة منظمة ضدّه تحت رعاية وإشراف أعدائه من "أنصاف المبدعين"، وربما يكون هذا الفريق "فريق الأنصاف" قد تحالف مع تيار "الجهل الوطنى"، لمقاومة مشروعه الإبداعى، الذى يمتلك عدّة ملامح خاصة به، منها الذكاء فى اختيار ما يصلح لأن يكون أدباً، والقدرة على السرد باللغة الفُصحى، والعامية القاهرية، والقدرة على انتزاع الابتسامة من قلب المشهد الذى يبدو مأساوياً.
من أمثلة ذلك، مشهد المعركة بين أم "البطل" وعشيقة أبيه، فرغم أن المشهد يوضح التناقض بين الشخصيتين، ونظرتهما للرجل "الأب" الذى يرقد على فراش المرض، الأم ترى أنها الأحق به، بموجب الوثائق الرسمية "عقد الزواج وشهادات ميلاد الأولاد"، والعشيقة أحبّت الرجل، وجاءت لتحزن عليه وتواسيه وتعبر عن مشاعرها تجاهه، فوقعت المعركة..، طبعاً هى معركة حريمى "بلدى جداً"، لكن عين الكاتب التقطت - فى المشهد نفسه - موقف الراوى، فقد أعجب بمؤخرة العشيقة ولباسها الحريرى، رغم حساسية المعركة!
هنا، لابد أن ينفجر القارئ بالضحك، هذا كاتب ينتمى إلى مدرسة إبداعية يقف على رأسها الراحلان العظيمان "نجيب محفوظ ويحيى حقى" وينتمى إليها كل المبدعين الكبار "عبد الحكيم قاسم، يحيى الطاهر عبد الله، عبد الوهاب الأسوانى" وآخرون كبار فى خارطة الأدب المصرى.
هذا هو "محمد صلاح العزب"، مبدع كبير الموهبة، صاحب ذوق سليم نشأ فى أسرة متدينة، يصوم رمضان ويرهقه الصوم، ويصلى الفروض، ويحفظ من القرآن الشىء الكثير، ويمتلك رصيداً هائلاً من "الخجل" والطفولة، ولديه احتياطى إنسانى من الأحاسيس يجعله صبوراً، وفياً، صديقاً لصديقه، بريئاً، وله القدرة على كتابة العمود الصحفى، وهو رجل "ديسك" له شخصيته الخاصة وأسلوبه فى العناوين والصياغة الصحفية، ولم يثبت عليه قَط اشتغاله بالسياسة، موهبته الكبيرة تحولت إلى عبء ثقيل عليه فى ظل هيمنة التخلف، والردّة إلى عصور المماليك والعثمانيين، لكننى واثق فى أن صدق "محمد صلاح" وحضوره الإبداعى، أشعل "النار" فى قلوب "مرتزقة الأدب" الباحثين عن "فلوس" من وراء "بيزنس" الإبداع!
لن تتحول الحملة المتخلفة ضد "محمد صلاح العزب" إلى وسيلة لإرهاب الإبداع الصادق، لأن أنصاف وأرباع الموهوبين هم دائماً "أغبياء"، ينفعون الخصم من حيث أرادوا أن يضرّوه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة