تماشياً مع زخم الأحداث على الساحة الدولية والداخلية الأمريكية، أجرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية حواراً هاماً مع هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، تناول فيه موقفه من المرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتقييمه لتطورات الأوضاع فى العراق وأفغانستان، وكذلك سياسات الرئيس الأمريكى جورج بوش، وموقف قادة الغرب من الحرب العالمية على ما أسماه "الإسلام المتطرف".
جون ماكين.. الأقدر:
فى البداية أكد كيسنجر أن جون ماكين مرشح الحزب الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية هو"الأكثر قدرة" على قيادة الشعب الأمريكى، وذلك رغم إعلان ماكين فى وقت سابق أن القوات الأمريكية يجب أن تستمر فى العراق لـ" 100" عام مقبلة.
وقال إن ماكين صديق له منذ أكثر من 30 عاماً، وإنه لا يرى من هو أفضل منه لرئاسة أمريكا، مضيفاً أن تصريحاته عن البقاء فى العراق لقرن من الزمان، لا تعنى بالضرورة التواجد بشكل عسكرى هناك.
وحول رؤيته لموقف الحزب الديمقراطى من الحرب على العراق، قال كيسنجر إن وعودهم بالانسحاب السريع من هناك، إذا كانت تأتى لاعتبارات سياسية فيمكن مناقشتها، أما إذا كانت لأن أمريكا أصبحت مرهقة من الحرب فذلك يعد كارثة، لأن "الإسلام المتطرف" لن يتراجع بالانسحاب من العراق أو أفغانستان.
الانسحاب العشوائى.. كارثة:
على الجانب الآخر، شدد كيسنجر على أن "الانسحاب العشوائى" لن يجلب سوى الفوضى لمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن تسمح الفرصة لكل من: حزب الله اللبنانى وحركة المقاومة الإسلامية حماس وتنظيم القاعدة ، لتشكيل مستقبل المنطقة، وتقليص دور القوى الغربية فى إدارة الأحداث. وأكد أن مثل ذلك الوضع سينتشر كالفيروس فى الدول ذات الغالبية المسلمة مثل الهند وإندونيسيا فضلاً عن دول أوروبا.
ورغم تأييده للحرب فى العراق وضرورة مواجهة "الإسلام الراديكالى"، قال إن دعوة المرشح الديمقراطى باراك أوباما لضرورة التواجد العسكرى فى المنطقة القبلية فى باكستان غير مقبولة، وإن إرسال قوات أمريكية لمنطقة عجزت بريطانيا على مدار قرن من الزمان عن تأمينها هو أمر غير جائز على الإطلاق.
وأشار كيسنجر إلى أنه لا يفضل مصطلح الحرب على الإرهاب، قائلاً إن الإرهاب "نظرية" وليس حركة سياسية، ومؤكداً على أن الحرب هى مع "الإسلام المتطرف الذى يرغب فى محو كافة مظاهر الحداثة والتمدن من العالم"، وبالتالى فهو عدو للدول الغربية ذات النظام العلمانى وعلى رأسها الولايات المتحدة.
فى المقابل، ألقى كيسنجر باللوم على قادة الدول الأوروبية فى عدم تحمل مسئولية الحرب ضد "الراديكالية الإسلامية" بجانب الولايات المتحدة، وقال إن كثيرا منهم لا يعلم أن تلك الحرب ليست حرب الإدارة الأمريكية وحدها. كما أعرب عن تأييده للرئيس الحالى جورج بوش، وقال إنه رغم أن العالم بأكمله ـ بما فى ذلك بعض الساسة الأمريكيين ـ يهاجم بوش، إلا أن التاريخ سينصفه يوماً ما.
فى نهاية هذا الحوار، ربما تبدو هناك ضرورة لطرح العديد من التساؤلات المرتبطة بطبيعة الحرب العالمية ضد الإرهاب، وكيف يرى كيسنجر والغرب عموماً ذلك "الإسلام الراديكالى" الذى تدور عليه الحرب، وهو ما يقود إلى التفكير بجدية فى مستقبل المنطقة العربية على ضوء هذه الرؤية التى تعبر بحق عن دوافع السياسة الأمريكية ومنطقها الأساسى.
أيد ماكين ودافع عن بوش..
كيسنجر: التاريخ سينصف بوش يوماً ما
الأربعاء، 20 فبراير 2008 07:54 م
الحرب على "الإسلام المتطرف"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة