قفزت أسعار النفط الأمريكى للعقود الآجلة فى بورصة نايمكس أكثر من دولار، إلى مستوى قياسى جديد فوق 101 دولار للبرميل، مساء اليوم ـ الأربعاء ـ فى آخر جلسة لتعاملات عقود مارس، ليتوج نحو 80 يوماً من الارتفاع المتواصل تقريباً.
وقفز الخام الخفيف ـ لعقود تسليم مارس ـ من 1.31 دولار إلى101.32 دولار للبرميل، قبل أن يتراجع فى وقت لاحق. ويأتى هذا الارتفاع إثر مخاوف حول نية منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، خفض إنتاجها من النفط فى شهر مارس المقبل، حيث دعت وكالة الطاقة الدولية اليوم إلى إبقاء مستويات إنتاج النفط دون تغيير على أقل تقدير.
وتشير التحليلات إلى أن هذا السعر يأتى نتيجة الطلب المتزايد من دول تشهد نمواً اقتصادياً متزايداً مثل الصين والهند، والذى يتزامن مع التوتر داخل بعض دول منظمة أوبك، مثل نيجيريا التى اضطرت إلى وقف إنتاج نحو مليون برميل يومياً بسبب العنف السياسى والقبلى المتزايد هناك، وإيران التى تسعى إلى عدم زيادة إنتاجها من النفط، وتحاول فك ارتباط أسعار النفط بالدولار واستبداله باليورو، مما يمثل ضغطاً مضاداً على واشنطن، ويجعل هناك هامشاً للتفاوض حول القضايا الخلافية بينهما (البرنامج النووى، والعراق).
وكانت فنزويلا ـ العضو فى منظمة أوبك ومن أكبر موردى النفط إلى الولايات المتحدة ـ قد هددت مرارا بوقف تصدير النفط الخام إلى الولايات المتحدة، رداً على تجميد أصول شركة النفط الفنزويلية الحكومية فى مختلف أرجاء العالم، بقرار من محكمة أمريكية تنظر فى دعوى شركة "إكسون موبيل" ضد الشركة الفنزويلية بعد خلافهما حول دور الشركة الأمريكية وحصتها فى مشروع للنفط الثقيل الفنزويلى وتجميد كراكاس ممتلكات شركة "إكسون موبيل" فى المشروع. وتلعب برودة الطقس أيضاً دوراً فى ارتفاع الأسعار، حيث تدفع البرودة فى الغرب الأوسط بالولايات المتحدة الأمريكية إلى زيادة الطلب على وقود التدفئة، فى حين أن الانفجار الذى تعرضت له إحدى مصافى التكرير الأمريكية ـ الاثنين ـ فى "بيج سبرينج" بتكساس، أثار مخاوف حول الإمدادات المحلية من النفط.
