ظلت السينما المصرية طوال تاريخها تخشى الاقتراب من شخصية رئيس الجمهورية، لاسيما فى ظل وجود قانون الرقابة على المصنفات الفنية، والذى تضم بنوده العديد من اللاءات المتعلقة بشخص الرئيس أو وزير الدفاع أو رئيس جهاز المخابرات، وكثيراً ما رفض مسئولو جهاز الرقابة أفلاماً يظهر فيها رئيس الجمهورية أو يشار له من قريب أو بعيد، ومن الأعمال التى رفضت نهائياً سيناريو كان يحمل اسم " روحية رئيس جمهورية". ولكن حدثت انفراجة صغيرة لم تتعد الإطار الذى رسم لها من قبل كبار المسئولين فى فيلم "جواز بقرار جمهورى"، إذ دخل صناع العمل فى معركة إعلامية مع الرقابة، وتم وقتها رفع الأمر وإرسال السيناريو إلى رئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمى، وجمال مبارك الذى لم يكن فى هذا التوقيت يشغل منصبه الحالى كأمين عام للجنة السياسات، واقتصر ظهور الرئيس فى الشكل النهائى للفيلم على صورة جرافيك للرئيس مبارك يهنئ المواطنين البسيطين اللذين قررا دعوته إلى حفل زفافهما. بعد ذلك الفيلم انهالت السيناريوهات على جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، تدور معظم أحداثها حول نفس الفكرة بتنويعات مختلفة، وقتها تحفظت الرقابة ورفضت أغلب هذه المعالجات، وتم تحويل معظمها إلى لجنة التظلمات، وكان نصيبها الرفض أيضاً، فيما عدا السيناريو الذى صاغه المؤلف طارق عبد الجليل بعنوان "ظاظا رئيس جمهورية" للنجم هانى رمزى، وقتها قامت الدنيا ولم تقعد، خصوصاً أن أحداث الفيلم تبدأ من خلال مواطن بسيط طموح يعمل فى برامج الهواء، إذ يقوم بتقليد أصوات مختلفة لأصحاب المداخلات التليفونية، ويقرر ظاظا الترشح لرئاسة الجمهورية كلعبة من الألعاب التى تقوم بها البرامج.. ولكن المسألة تتحول من "مزحة" إلى جد، فالشعب ينشد التغيير ويبحث عن وجه جديد!! المفارقة أن الرقابة قامت بتحويل السيناريو إلى رئاسة الجمهورية، ومع الضغط الإعلامى تمت موافقة مشروطة من الرئاسة، إذ تم إبلاغ صُناع العمل عن طريق الرقابة بضرورة أن تتصدر لافتة تترات الفيلم، وتؤكد أن أحداث هذا العمل من وحى خيال المؤلف، تدور فى بلد من بلدان العالم الثالث ودولة غير مصر، وتبع ذلك تغيير شكل العلم، والملابس التى تخص رجال الشرطة والحراسات الخاصة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل قبل نزول الفيلم إلى دور العرض سافر رئيس الرقابة على أبو شادى إلى باريس، دون منح ترخيص العرض، ولجأت أسرة الفيلم إلى الدكتور جابر عصفور - أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وقتها - ليجيز الفيلم على مسئوليته الشخصية. وما حدث أن الفيلم أثار وقتها العديد من النقاشات والجدل حول تلك الحالة المتردية وتراجع الرقابة فى ظل عصر لم يعد يعرف المواربة أو استغباء واستغفال المشاهدين، فكانوا يتندرون على لافتة أن أحداث الفيلم خيالية، خصوصاً أن الأحداث مصورة فى شوارع القاهرة، ومدينة الإنتاج الإعلامى، كما حذفت كلمة رئيس جمهورية من الأفيشات وأصبح ظاظا فقط!. وتبدل موقف الرقابة تماماً مع سيناريو "طباخ الرئيس".. والذى لم تواجهه أى أزمات رقابية، لاسيما أن المؤلف يوسف معاطى ـ وهذا طبيعى ويتسق معه تماماً ًـ قدم صورة وردية للرئيس المهموم والمهتم بشعبه، ليس ذلك فقط بل إن شخص الرئيس ـ فى طباخ الرئيس ـ يملك يقيناً أن من يحيطون به من رجال ليسوا أهلاً للثقة، لذلك يلجأ إلى طباخه الأصدق، الأقرب إلى قلبه ليعرف منه حقيقة مشاكل وأزمات المواطنين، ويقنعه الطباخ أن يقوم بجولات بين الناس ليستمع بنفسه إلى شكواهم! تلك الصورة الوردية هى ما شجعت الرقابة والرئاسة على إجازة العمل دون أى اعتراضات تذكر. على العكس تماماً من الأنماط المختلفة والتنويعات التى تشاهدها لرئيس الجمهورية فى السينما الأمريكية، والتى من الصعب على السينما المصرية أن تخطو خطواتها أو تسير على نفس النهج فى ظل قانون رقابى متعنت، وظروف سياسية واجتماعية أشد تراجعاً.
1- فيلم "إلحقونا"ظهر فيه الرئيس فى هيئة صورة فقط، تحدث إليها بطل الفيلم
2- فيلم" موعد مع الرئيس" للمخرج محمد راضى
ظهر فيه الرئيس بظهره.
3- فيلم "جواز بقرار جمهورى" تأليف وسيناريو محسن الجلاد وإخراج خالد يوسف بطولة هانى رمزى يظهر الرئيس بظهره فقط دون وجه "جرافيك".
4- فيلم" ظاظا" تأليف طارق عبد الجليل، إخراج على عبد الخالق جسد دور الرئيس الممثل كمال الشناوى، ولكن الرقابة اشترطت أن تدور الأحداث فى دولة وهمية وليست مصر.
5- فيلم "طباخ الرئيس" تأليف يوسف معاطى، إخراج سعيد حامد، بطولة طلعت زكريا جسد دور الرئيس الفنان خالد زكى
6-"كراكون فى الشارع" إخراج أحمد يحيى "صورة فوتوغرافية"
7- "معالى الوزير"
ظهر فيه الرئيس "بظهره" أثناء حلف يمين الوزراء وتم تقديم ثلاثة أفلام سير ذاتية عن رئيسى الجمهورية الراحلين الزعيم جمال عبد الناصر فى فيلمين، والرئيس أنور السادات فى فيلم واحد.