ردود الأفعال المتباينة على استقلال" كوسوفو"

استقلال "كوسوفو".. تأييد ومعارضة وترقب

الإثنين، 18 فبراير 2008 07:42 ص
 استقلال "كوسوفو".. تأييد ومعارضة وترقب "كوسوفو".. قضية قد تؤثر على الاستقرار العالمى
كتب – محمد أشرف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد إعلان برلمان كوسوفو استقلال الإقليم ـ الأحد ـ 17 فبراير 2008، محققين بذلك حلم أجيال من الألبان فى الإقليم الذى يشكل جزءاً من صربيا، تضاربت ردود الأفعال وتباينت ما بين مؤيد ومعارض ومحايد، بالقدر الذى ينبئ باستمرار القضية قائمة إلى حين تسوية الترتيبات الدولية وخاصة بين القوى الكبرى، أو قد يؤدى إلى مزيد من التوترات التى يمكن أن تنعكس سلباً على الأمن الأوروبى والعالمى.
فبالنسبة للدول المؤيدة، فقد تركزت فى دول: ألبانيا وفرنسا، وبريطانيا، حيث رحب رئيس الوزراء الألبانى سالى بريشا بالاستقلال معتبراً أن يوم السابع عشر من فبراير هو "الولادة الجديدة" لهذا الإقليم، مشيداً بمن ساهموا فى هذا الاستقلال، ومعتبراً أن (الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا وبريطانيا)، وأيضا حلف شمال الأطلسى وجميع المنظمات الدولية، هى دول "تقدس الحرية".
ومن جانبه علق وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير بتمنياته حظاً سعيداً لكوسوفو بعد إعلان استقلالها.
أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية، فقد أعلنت أن إعلان برلمان كوسوفو استقلال الإقليم يشكل تطورا مهما، وأشارت فى الوقت نفسه إلى أن وزراء الخارجية الأوروبيين سيناقشون وضع كوسوفو الجديد وجوانبه الاقتصادية والسياسية خلال اجتماع كان مقرراً له منذ فترة طويلة، وأوضحت أنه سيكون فى وسع كل من الدول الأعضاء فيما بعد فى حال رغبت فى ذلك إصدار إعلان خاص بها حول هذه المسألة.
وأما بالنسبة للدول المعارضة، فقد تمثلت فى صربيا وروسيا، حيث شن فويسلاف كوشتونيتسا رئيس وزراء الصرب هجوماً حاداً على الرئيس الأمريكى جورج بوش لدعمه لاستقلال كوسوفو، قائلاً: "إن أسماء رئيس الولايات المتحدة المسئول عن هذا العنف وأنصاره الأوروبيين ستدون بحروف سوداء فى تاريخ صربيا"، ورد هذا الهوج أن قادة الصرب يعتبرون الولايات المتحدة هى التى حثت على إعلان استقلال كوسوفو لتفكيك دولتهم، كما سبق أن أعلن الرئيس الصربى "بوريس تاديتش" معارضته لاستقلال كوسوفو خلال خطاب القسم الرئاسى ،يوم الجمعة الماضى، وقال "لن أتخلى أبداً عن الكفاح من أجل إقليمنا كوسوفو"، وكرر تاديتش اليوم بعد إعلان الاستقلال قوله: "إن صربيا لن تعترف أبدا باستقلال كوسوفو".
ومن جانبها نددت روسيا بإعلان استقلال كوسوفو وطالبت باجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولى حول هذه المسألة (والذى انعقد مساء الأحد)، بل وطالبت الأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسى بالتحرك بأسرع ما يكون لإلغاء إعلان استقلال إقليم كوسوفو، وأضافت أنها تنتظر من الأمم المتحدة ومن قوة الحلف الأطلسى اتخاذ إجراءات فورية، منها إلغاء القرارات التى اتخذتها هيئات الإدارة الذاتية فى برشتينا واتخاذ إجراءات إدارية صارمة حيالها.
ويبدو أن تلك المعارضة قد جاءت من قبل الدولتين تخوفاً من مطالبة بعض الأقاليم التى تتمتع بحكم ذاتى داخلها بالاستقلال، وهو ما قد يؤدى إلى تفكك روسيا مرة أخرى بعد ما تفكك "الاتحاد السوفييتى"، أما بالنسبة للصرب فإن هذا الأمر من شأنه إضعافها جغرافياً وسكانياً أيضاً.
وعلى صعيد آخر جاءت المواقف المحايدة، متمثلة فى إعلان الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسى ياب دى هوب شيفر أن قوة الحلف فى كوسوفو (كفور) تواصل تحمل مسؤولياتها فى كوسوفو ما لم يصدر قرار مخالف عن مجلس الأمن الدولى.
ثم جاءت المواقف المحايدة من جانب الولايات المتحدة وإيطاليا. إذ أعلنت واشنطن أنها ستتشاور مع الاتحاد الأوروبى حول الخطوات التى سيتبعها إعلان الاستقلال، مؤكدة فى الوقت نفسه أنهما سوف يعترفان بهذا الاستقلال بعد فترة وجيزة.
كما أفادت مصادر دبلوماسية إيطالية أن روما أخذت علماً بإعلان استقلال كوسوفو لكنها "ستأخذ الوقت الكافى لدراسته" مع شركائها الأوروبيين اليوم ـ الاثنين ـ فى بروكسل، داعية صربيا وكوسوفو إلى "الاعتدال".
ويفترض أن يصدر إعلان رسمى غداً فى بروكسل إثر اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى للإعلان عن استقلال الإقليم. وفى غضون ذلك دعا الفاتيكان المسئولين السياسيين فى صربيا وكوسوفو إلى الحذر مطالباً إياهم بالتزام تجنب الانزلاقات العنيفة التى قد تنتج عن إعلان استقلالها.
يذكر أن برلمان كوسوفو قد كشف عن علم البلاد الجديد "المستقل" وهو يحمل رسم الإقليم باللون الأصفر على خلفية زرقاء داكنة وعليه ست نجمات.
وما بين هذا وذاك، تظل هناك عدة تساؤلات مهمة مرتبطة بمستقبل أمن أوروبا، بل والنظام العالمى على خلفية هذه القضية!!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة