وسط مواقف عالمية متضاربة من المنتظر إعلان موعد استقلال إقليم كوسوفو كليا عن جمهورية صربيا، الجمعة، فى مؤتمر صحفى يعقده رئيس وزراء كوسوفو خلال ساعات.
وأوضح مصدر فى مكتب هاشم تاجى رئيس الوزراء أنه " من المتوقع أن يعلن تاجى أن الاستقلال سيكون يوم الأحد القادم".
تشابكات الموقف ازدادت تعقيداً بعد فشل مجلس الأمن، فى اجتماعه المغلق بناء على طلب من صربيا، فى التوصل لقرار بشأن الأزمة، حيث اعتبره المجلس "شأناً أوربياً"، ولم يعد القطع فيه جزءاً من مهامه.
وقد أقر برلمان كوسوفو – الجمعة - مذكرة تجيز له تبنى القوانين المتعلقة باستقلال الإقليم الصربى فى غضون 24 ساعة حيث وافق 79 نائباً على المذكرة، بينما عارضها ستة وامتنع أربعة عن التصويت.
وقرر النواب تعديل عملية تبنى القوانين بهدف الموافقة بسرعة على النصوص المرتقبة فى خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتى اهتيسارى التى تنص على استقلال كوسوفو تحت "إشراف دولى" وحكم ذاتى واسع الأطر للأقلية الصربية الذين يمثلون (أقل بقليل من 10% من السكان).
ورغم اعتراض صربيا الشديد على الاستقلال إلا أن فوك يريميتش وزير خارجيتها أشار خلال الجلسة إلى أن بلاده لن تلجأ إلى القوة المسلحة لكنها ستستخدم "جميع الوسائل الأخرى" لمنع كوسوفو من الانفصال.
بينما حذر سفير روسيا فيتالي تشوركين المجلس من أن آثار انفصال كوسوفو ستثير "خطراً حقيقياً للعنف العرقى، وزيادة الأنشطة المتطرفة فى كوسوفو وفى منطقة البلقان كليا"، رافضاً الحجج القائلة: بإن كوسوفو تمثل حالة فريدة، ولذلك ينبغى السماح لها بالانفصال.
ويشكل الألبان العراقيون 90% من سكان كوسوفو وعددهم مليوناً نسمة، لكن لا يزال هناك نحو 120 ألف صربى يعيشون فى الإقليم، وستعمل بعثة تابعة للاتحاد الأوروبى تضم حوالى 2000 شرطى وقاض على ضمان الوفاء بالوعود بالحفاظ على كوسوفو دولة تكفل المساواة للأعراق المتعددة فى ظل سيادة القانون.
وعبرت روسيا عن استياءها الشديد من تدخل الاتحاد الأوروبى فى كوسوفو مشيرة إلى أن القوات الأوربية سيعهد إليها برسم الخطوات الأولى نحو استقلال للإقليم ، حيث وصف سيرجى إيفانوف النائب الأول لرئيس الوزراء الروسى هذا التحرك بأن "أوروبا تخاطر بفتح "صندوق الشرور" إذا اعترفت بإقليم كوسوفو رغم اعتراض صربيا".
ومن المتوقع أن تعترف الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبى استقلال كوسوفو فور إعلانه، بجانب دول غربية أخرى، فيما تؤكد روسيا وصربيا أنهما لن تعترفا مطلقا بكوسوفو دولة مستقلة.
ويشار إلى أن الأمم المتحدة قد اعتمدت فى يونيو 1999 القرار رقم 1224، والذى ينص على منح الإقليم حكماً ذاتياً واسعاً، ولكن تحت سيادة صربيا.