وجه فلاديمير بوتين تهديداً لدول الغرب بأن موسكو سوف ترد بالمثل على تجديد سباق التسلح فى العالم الذى يعكف عليه حلف الأطلنطى، وهو السباق الذى لم تبدأه روسيا من جانبها، وهدد أيضاً بأن روسيا سوف تطور أسلحة أكثر حداثة وقوة لتواجه بها التهديد القادم من الغرب.
جاء ذلك فى واحدة من الخطب الأخيرة التى يختتم بها بوتين عهده وقبل شهر واحد من انتخابات الرئاسة الروسية التى أصبح من المؤكد أن خليفته، والذى اختاره بنفسه، سوف يفوز فيها، مما يقضى على أى شكوك بتراخى التشدد فى السياسة الخارجية لروسيا فى عهد ما بعد بوتين . كما أن هذا الخطاب الذى سادته نبرة تهديد حادة جاء على خلفية اجتماع وزراء دفاع دول حلف الأطلنطى فى فيلينوس عاصمة ليتوانيا، وهو الاجتماع الذى عقد لبحث تداعيات استعراض روسيا لعضلاتها العسكرية، كما وجه المجتمعون نداء لموسكو بالتخفيف من لهجة التهديد الذى يسود خطابها السياسى، وكانت طائرتان روسيتان من طراز توبوليف 95 قد حلقتا فوق السواحل النرويجية واتجهت إلى اسكتلندا فى شهر يوليو الماضى، كما حلقت قاذفة قنابل روسيتين من طراز بلاك جاك فوق فرنسا وأسبانيا فى شهر يناير الماضى فى عملية لاختبار قاذفات الصورايخ، وقد لوح الروس بعزمهم على بناء قاعدة بحرية فى البحر المتوسط، وربما يستخدمون موانى سورية لهذا الغرض. هذا كله يتم فى إطار استراتيجية تستهدف إبراز القوة العسكرية لروسيا مما أثار مخاوف الدول الغربية بتجدد الحرب الباردة.
وقد مضى هجوم بوتين فى خطابه الأخير على الغرب إلى أبعد مدى، فصور روسيا بالضحية للسياسات العدائية ضدها فى الغرب، متهماً حلف الأطلنطى بتوسيع قواعده قرب الحدود الروسية، حيث تأسست قواعد أمريكية جديدة فى بلغاريا ورومانيا، بينما انسحبت روسيا من قواعدها فى كوبا وفيتنام .
هذا وقد تضاعف الإنفاق السنوى على الدفاع فى روسيا بواقع أربع مرات منذ تولى بوتين السلطة، وأعلن الكرملين عن برنامج لتحديث الأسلحة العسكرية التى أصابها البلى بتكلفة 100مليار دولار.
ومن الشواهد الأخرى المنذرة بتنامى الخط العسكرى الروسى، ولو على المستوى الرمزى، إحياء العروض العسكرية الضخمة فى الميدان الأحمر بموسكو لاستعراض العضلات العام الحالى ، وهى العروض التى توقفت بعد سقوط الاتحاد السوفيتى
وفى خطابه الذى ألقاه أمام المجلس الدولة وحضره ديمترى مدفديف الرئيس القادم المتوقع لروسيا، اتهم بوتين الغرب باستخدام شعارات الحرية والديمقراطية لإخفاء نوايا نهب الموارد الطبيعة في روسيا وقال: "إن الكثير من الصراعات السياسات الخارجية لدول الغرب تفوح منها رائحة البترول والغاز".
واستعرض بوتين فى هذا الخطاب الذى كان مخصصاً لسرد منجزات فترة رئاسته خطة تنمية روسيا حتى عام 2020، وأضاف متفاخراً بأن روسيا أصبحت اليوم أفضل مما كانت عليه قبل ثمانى سنوات هى عمر رئاسته. هذا وقد عرض السيد مدفدف, المؤكد فوزه فى انتخابات الرئاسة الروسية فى 2مارس المقبل، على بوتين تولى منصب رئيس الوزراء.
عودة الحرب الباردة قد تبدأ بكلمة حادة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة