بعد تأكيد حزب الله اللبنانى لعملية اغتيال عماد مغنية، أحد أبرز قادتها العسكريين والأمنيين فى سوريا اليوم الأربعاء، تباينت ردود فعل المختلفة والمواقف من هذه العملية، وانحسرت بين تنديد القوى اللبنانية المختلفة، ونفى القيادات الرسمية فى إسرائيل، وتأييد من بعض الصحف الإسرائيلية.
بالنسبة للقوى اللبنانية فعقب بيان النعى الصادر عن حزب الله توالت بيانات التنديد المختلفة من القوى داخل لبنان. فقد أعلنت حركة "أمل" فى بيان لها "استنكارها وإدانتها لجريمة الغدر التى طالت أحد طلائع المجاهدين ضد الاحتلال، والعدوانية الإسرائيلية القائد الشهيد الحاج عماد مغنية".
أما مساعد رئيس المجلس النيابى النائب على حسن خليل، فقد رأى فى الاغتيال "عملية مدانة ومستنكرة أشد الاستنكار متهماً إسرائيل بتدبيرها". ومن جانبه ندد الحزب الديمقراطى اللبنانى باغتيال "أحد مؤسسى المقاومة وصناع النصر والتحرير". كما تقدم رئيس الرابطة الوطنية اللبنانية الدكتور واجب قانصو، ببيان للتعزية إلى قيادة المقاومة، وعلى رأسها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وأدان الحزب "السورى القومى الاجتماعى" فى بيان له "جريمة الاغتيال الآثمة التى استهدفت أحد أبرز رجالات المقاومة"، ورأى أن "اغتيال مغنية يأتى فى سياق الحرب الإسرائيلية المتواصلة ضد قوى المقاومة".
أما الأمين العام للحزب الشيوعى الدكتور خالد حدادة فقد لفت إلى أن "الأمر لا يستدعى التردد على أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تعتديان على لبنان ووحدته وأمنه وتحاولان التعويض عن هزيمة لهما حققها شعبنا اللبنانى ومقاومته فى تموز 2006".
ورأى حزب "الاتحاد" فى اغتيال مغنية "عملية يائسة تهدف إلى زعزعة القدرة الجهادية للمقاومة التى قدمت قادة كبار فى مسيرتها النضالية التحررية"..
كذلك أدان المكتب السياسى للجماعة الإسلامية فى بيان "اغتيال المجاهد عماد مغنية فى دمشق، بعد تعقب طويل كانت تمارسه ضده المخابرات الأمريكية والإسرائيلية".
وبدورها استنكر كل من المؤتمر الشعبى، وجبهة العمل الإسلامى، وحركة التوحيد الإسلامى، واعتبرتها استمرارًا للحرب القائمة بين إسرائيل وحركات المقاومة فى المنطقة.. الجدير بالذكر، أن رد الفعل العربى الوحيد حتى هذه اللحظة تمثل فى بيان لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التى أدانت فيه العملية بشدة.
وفى إسرائيل نفت القيادات الرسمية ضلوع أجهزة الأمن الإسرائيلية فى عملية الاغتيال، فقد قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت أن "إسرائيل ترفض محاولات منظمات إرهابية أن تنسب إليها أى تورط فى هذه القضية وليس لدينا أى شىء لنضيفه".
ومن جانبه أكد دانى ياتوم الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الموساد أنه لا يعرف من قام بتصفية عماد مغنية لكنه نجاح لأجهزة الاستخبارات، وأضاف ياتوم أن مغنية لا يقل عن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
على الجانب الآخر عبر جدعون عزرا وزير البيئة وعضو الحكومة الأمنية ونائب رئيس الشين بيت عن ارتياحه لتصفية مغنية الذى وصفه بأنه "كارلوس اللبنانى" فى إشارة إلى الإرهابى الفنزويلى المسجون حاليا فى فرنسا.
أما موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الانترنت فقد أفرد تقريراً بعنوان "لقد تمت تصفية الحساب: مقتل مغنية فى دمشق"، كما أكدت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حزب الله قد يسعى للثأر لهذا الاغتيال.
ومابين هذا وذلك، فإن التزام الحكومات العربية الصمت يثير العديد من علامات الاستفهام حول مواقفها من حزب الله.
كما أن تنفيذ عملية الاغتيال داخل سوريا تطرح تساؤلاً حول خروج دمشق من توصيف الحصن المنيع لهجمات العنف المسلح، لكن يظل السؤال الأهم والأصعب مرتبط برد الفعل ـ الميدانى. العسكرى ـ المتوقع لحزب الله، وهل يمكن أن نشاهد على أثره حرب أخرى بين الجانبين؟!!!
أما وزارة الخارجية الأمريكية فقد رأت ـ الأربعاء ـ أن "العالم بات أفضل" ـ بدون عماد مغنية ـ القائد العسكرى لحزب الله الذى قتل فى انفجار سيارة مفخخة أمس فى دمشق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن مغنية كان "قاتلاً بدم بارد".
بينما انضمت إيران لموقف حزب الله فى تحميل إسرائيل مسئولية اغتيال مغنية، ونقل التلفزيون الإيرانى عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد على الحسينى، أن إيران "تندد بشدة بالعملية الإرهابية التى أدت إلى استشهاد عماد مغنية، وتعتبر هذه الفعلة مثالاً واضحاً للإرهاب المنظم للنظام الصهيونى".
واعتبر الحسينى "أن معركة مغنية الذى أمضى حياته فى كفاح المحتلين الغاصبين، ستسجل فى تاريخ معركة الشعب ضد المعتدين الصهاينة".
عماد مغنية "الحاج رضوان"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة