" لا تقول فواره ولا كولا.. ده عرقسوس ملطف معدتنا "

("لا تقول فواره ولا كولا.. ده عرقسوس ملطف معدتنا)، بهذا الكوبليه الغنائى الذى قام بتأليفه وتلحينه عم فؤاد بائع عصير العرقسوس فى شارع فيصل فى أيام العيد.. حيث استوقفنى مناداته لعصير العرقسوس وزحام زبائنه، فسألته عن عمله كبائع عرقسوس وزيه الفضفاض الذى يرتديه فقال: إن عملى هذا ورثته عن أبى رحمه الله، حيث كنت أخرج معه وأنا طفل صغير لبيع عصير العرقسوس فى إمبابة، وأحببتها فقررت استكمال رحلة والدى مع العرقسوس، وهذا الزى كبرنا ونحن نرى كل الأجيال التى سبقتنا ترتديه، وهو زى مميز لبائعى العرقسوس المتجولين.

وسألته عن خوف زبائنه من أضرار التلوث التى قد تصيبهم من عصيره لعدم غسيل الأكواب، أو من الإناء الكبير الذى يضع فيه العرقسوس لعدم تنظيفه جيدا بماء نظيف، فجاوب بسرعة وتلقائية شديدة: "يا أستاذة الناس مش بتمرض من العرقسوس بتاعى، أنا بشرب منه قبلهم، الناس بتمرض من ماء المجارى إللى بنشربها، ومن الجو الملوث واللحمة والفراخ البايظة!!!"

العرقسوس يمتد تاريخه منذ قديم الأذل، حيث وجد فى برديات الفراعنة، وعرفته أوروبا فى القرون الوسطى والعصر الحديث، وكانت له العديد من التجارات مابين أفريقيا وأوروبا نظرا للقيمة التى يعرفها عنه الغرب جيدا.

العرقسوس نبات برى معمر من الفصيلة البقولية، ويطلق على جذوره "عرقسوس" أو "أصل السوس"، ينبت فى الأرض البرية حول حوض البحر الأبيض المتوسط، ويصنع هذا المشروب من جذور السوس.

ويقول د.عبد الحميد الجداوى، استشارى النباتات الطبية: إن العرقسوس له العديد من الفوائد، وبالنسبة لفوائده فى العيد: يعتبر شراب العرقسوس من المشروبات المحببة، وهو ملين ومدر للبول، ويعمل العرقسوس على تلطيف المعدة وانخفاض درجات الحرارة، لأنه يعطى الإحساس بالارتواء ويسهل الهضم باستعماله بعد الطعام، ويعالج الحموضة والكثير من مشاكل المعدة التى تصيبنا بسبب زيادة الأكل، والاستخدام غير المثالى للطعام وسوء التغذية.

كما أنه يحتوى على مشابهات الكورتوزون، لذلك هو مضاد للالتهابات وملطف للأغشية، ويسكن السعال المصحوب بفقدان الصوت، وهو مفيد فى علاج أمراض الكلى.

وبالنسبة لفوائده فى فصل الشتاء، هو يعتبر مضاد حيوى ومصل طبيعى لمعالجة حساسية الصدر والربو الشعبى والكثير من الأمراض الصدرية، كما ثبت علميا مؤخرا أنه منشط للكبد والطحال.

ورغم ذلك فإن لعرق السوس بعض الأضرار، حيث إنه يحتوى على أوكزالات الكالسيوم التى تتسرب فى الكلية، لذلك لا ينصح لمرضى الكلية بالإكثار من شربه، أيضا العرقسوس يختزل الماء والأملاح بالجسم، فيسبب ارتفاعا لضغط الدم لبعض المرضى، لذلك لاينصح بالإكثار منه لمرضى الضغط المرتفع، نجد أحيانا أن بعض الناس يحدث لهم تورم بسيط للساقين نتيجة الإفراط فى شرب العرقسوس، ولذلك أنصح بشرب العرقسوس بنسب معتدلة وعدم الإفراط. ونقوم بعمل مشروب العرقسوس فى المنزل، وذلك ضمانا لصحتنا وخوفا من التلوث.

ونستطيع صنعه فى البيت بتنقيع كمية مناسبة من نبات العرقسوس فى لتر ماء دافئ لمدة 24 ساعة، ثم نصفيه بقطعة شاش نظيفة.