فتح مكة واستشهاد عمر وعثمان وانتصار صلاح الدين

ذو الحجة الفداء والتضحية .. وأداء فريضة الحج

الإثنين، 08 ديسمبر 2008 11:37 ص
ذو الحجة الفداء والتضحية .. وأداء فريضة الحج اليوم يجتمع المسلمون من كل بقاع الأرض
كتب شوقى عبد القادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحداث دينية وإيمانية وتاريخية تميز شهر ذو الحجة أحد الأشهر الحرم الذى يشهد أداء الفريضة الإسلامية الأبرز, وهى فريضة الحج إلى جانب أن هناك العديد من الأحداث التاريخية التى حدثت فى هذا الشهر.

الدكتور محمد عبد المنعم البرى عميد كلية الشريعة الأسبق، قال إن شهر ذو الحجة مرتبط فى الأذهان عامة بالحدث الإسلامى الأكبر، ألا وهو أداء فريضة الحج، ولكن هناك معنى آخر كامن فى أداء تلك الفريضة، وهى التضحية والفداء التى تلقتهما الأمة الإسلامية من تعاليم القرآن الكريم، والقدوة بسيدنا إبراهيم, عليه السلام, عندما أوحى الله إلى إبراهيم بذبح ولده والتضحية به، ليعلم الناس أن المؤمن الحق هو من قطع عن قلبه كل علاقة له بغير ربه، فما كان من إبراهيم إلا الطاعة والامتثال، وما كان من الله إلا الشكر وتقدير البذل والفداء، كقوله تعالى: (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ) سورة الصافات 103-106 .

وأضاف د.البرى وبهذه الآية الكريمة رسخ الفداء والتضحية فى نفوس المسلمين وتمت بتضحية إبراهيم الخليل عليه السلام، وهدى النبى محمد لذلك أوجبت تعاليم الإسلام الأضحية فى أيام العيد لتكون معونة للفقراء والمساكين، وشعاراً يذكر ويزكى روح التضحية فى نفوس المؤمنين، ومن أجل اجتماع المسلمين من كل أقطار الأرض فى مكة المكرمة يحجون بيت الله الحرام، ذاكرين ربهم وتائبين إليه من ذنوبهم، ومتذاكرين شئونهم لتحقيق السلم والعدالة، ومن أجل زيارة الحجاج هذا اليوم أيضا لمنى، ذلك المكان المقدس، مكان ذكرى امتثال إبراهيم لأوامر ربه بالتضحية بولده، لينسج المؤمنون على منواله، ويتخذوا منه القدوة الصالحة ببذل أرواحهم وما يملكون فى سبيل الله، من أجل هذه المعانى الرفيعة اتخذ هذا اليوم عيداً للمسلمين عامة، أعاده الله عليهم وعلى العالم كافة بكل خير وهناء.

ويلتقط أطراف الحديث الدكتور عبد المعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية قائلاً, لقد غرس الإسلام التضحية والفداء بالمال والروح فى نفوس الكبار والصغار، الرجال والنساء، الشيوخ والأطفال، حتى صارت التضحية سارية فى عروق المسلمين ودمائهم، وحتى صار البذل والفداء فى سبيل الله والمثل العليا جزءاً لا يتجزأ من نفوسهم وأفئدتهم، مشيراً إلى أن المسلمين قد فهموا هذه المعانى الرفيعة من دروس القرآن وآياته، وعن أنبياء الله ورسله الذين مثلوا أرفع معانى الجهاد والتضحية المسجلة على صفحات القرآن. فها هو إبراهيم خليل الرحمن، يذكر القرآن العظيم ثورته على الجهل والخرافات وعلى الظلم والاستبداد، مضحياً بنفسه وباذلاً حياته من أجل نشر رسالة الله وإحياء أمته، فيقدم إلى النيران والجحيم، ليكون لها وقوداً، تنكيلاً به وانتقاماً، وبينما نبى الله فى هوية المنجنيق إلى النار إذ بملاك الله جبريل يعرض له فاحصاً إيمانه ويقينه، فيقول له, يا إبراهيم هل لك من حاجة، فيقول سيدنا إبراهيم, أما إليك فلا، فيقول جبريل, سل ربك، فيجيبه إبراهيم, حسبى من سؤالى علمه بحالى.

فإذا بالنداء الإلهى (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) الأنبياء: 69, كما أكد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام على الأضحية هذا اليوم، توسعة على الأهل والفقراء فى قوله, "من وجد سعة فلم يضحِ فلا يقربن مصلانا", رواه البخارى ومسلم. وقال زيد بن أرقم, يا رسول الله ما لنا فى الأضاحى؟ فقال لكم بكل شعرة حسنة، قلت, فالصوف؟ قال, "بكل شعرة من الصوف حسنة" رواه الديلمى عن ابن عباس.

وهناك العديد من الأحداث التاريخية الإسلامية الهامة التى شهدها شهر ذو الحجة التى يرويها الدكتور عاصم دسوقى أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة حلوان قائلاً, إن شهر ذو الحجة من الأشهر الحرم، ولعل أبرز هذا الأحداث التى تذكرنا بهذا الشهر فتح مكة، والحدث الإسلامى المتمثل فى أداء فريضة الحج، كما أن السادس والعشرين من شهر ذى الحجة فى العام الثالث والعشرين من الهجرة كان استشهاد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، بعد طعنة أبى لؤلؤة المجوسى أثناء الصلاة، وفى الثامن عشر من هذا الشهر عام 35 هجرية كان استشهاد الخليفة عثمان بن عفان على يد الخارجين عليه من أصحاب الفتنة، وكانت فترة خلافته حوالى ثلاثة عشر عاماً، وفى 11 من ذى الحجة 571 هجرية نجح صلاح الدين الأيوبى فى اقتحام قلعة عزاز الحصينة, وذلك ضمن خطته لإقامة وحدة إسلامية، وقد سقطت القلعة بعد حصار دام لـ38 يوماً، وقد صعد صلاح الدين إلى القلعة بعد التسليم، وكانت أهميتها تكمن فى كونها قاعدة لتجمع الجيوش المتحالفة من جنود حلب وصليبيى أنطاكية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة