بعد ميلادها، شاء لها القدر أن تعيش «فريسة للعذاب»، على يد أبيها وزوجته، بعد أن رحلت أمها عن الحياة مبكرا، حتى وصلت إلى مرحلة الشباب، لتقبل بأول عريس يطرق بابها.
أمانى سعيد الصاوى «32 عاما» اضطرت إلى القبول بالعريس صديق شقيقها، رغم أنه متزوج من أخرى، بعد ان أقنعها بأنه لن يعود إلى زوجته الأولى مرة أخرى، فاقتنعت بكلامه تحت ضغط الظروف. إلى حجرة صغيرة بالإيجار بالقاهرة، انتقلت أمانى مع زوجها الذى يعمل فى محل للحلاقة، ولكن تكاليف الحياة الباهظة أجبرتهما على السفر إلى مسقط رأس زوجها بقرية ميت أبوالحارث بالمنصورة، ليقيما أيضا فى حجرة صغيرة بالإيجار، لمشكلاته العديدة والعنيفة مع أهله. وفى القرية، التقى زوجها مع أصدقائه القدامى من معتادى السجون، فعاد إلى سيرته الأولى مرة أخرى، حتى سجن فى قضية مخدرات. وهنا كان لابد من عمل حتى تتمكن من الإنفاق على نفسها فى مكان لاتعرف به أحداً، فعملت فى أرض زراعية، تجمع الثمار والطماطم والخيار وزراعة الأرز.
زوجها بعد الخروج من السجن، هجرها تماماً إلى زوجته الأولى، ولا يزورها إلا لكى يستولى على أموالها، وإذا ما اعترضت لا يكون نصيبها إلا الضرب والإهانة، فكانت تدفع له لتحمى نفسها وابنتها «رضا« التى وصلت إلى عامها السابع. وما إن يبتعد عنها مجبرا، مع دخوله السجن لعدة أشهر، حتى يعود إليها مرة أخرى، وتعود مرة أخرى إلى العذاب، الذى اقتصر طوال فترة سجنه على معاملة الجيران السيئة لأنها زوجة لـ«رد السجون».
هى الآن تسكن فى حجرة صغيرة، وتدفع إيجاراً 50 جنيها شهريا، بينما زوجها فى السجن للمرة الثالثة بسبب جريمة سرقة، فى حالة يأس من حياتها، ومن نظرات الناس التى لا ترحمها، لأنها «وحيدة»، غير أنها زوجة لذلك الحرامى البلطجى. فى حجرتها، مع ابنتها وصغيرها محمد «3 سنوات»، تعيش أيامها، فعلى وابور صغير تجهز الغذاء، وعلى سرير متهالك ينام ثلاثتهم.. تقول: «أنا متبهدلة هنا فى السكن وفى المصاريف ونظرة الناس ليا، رفعت قضية طلاق على جوزى، لكنى خايفة منه.. لو خرج وعرف ممكن يموتنى، لكنى زهقت من حياتى وعايزه أعيش فى أمان بعيد عنه وعن سمعته».
«رضا» ترفض أن تنسب اسمها لوالدها «على السعيد موسى»، فتنطق اسمها «رضا أمانى»، وذلك لأن «العيال فى المدرسة بيعايرونى وبيقولوا ليا أبوكى حرامى«. ومنذ أيام جاء لأمانى من يقول لها إن زوجها خرج من السجن وأرسل لها يقول «لو مامشتيش من البلد هيشوه وشك بمية نار».
ولكن أمانى لم تغادر حجرتها، لأنه حسب اقتناعها- لم يخرج، لأنه لو خرج سيزورها ليستحوذ على أموالها، وفى الوقت نفسه لا تستطيع العودة لأهلها الذين قاطعوها تماما وانقطعت صلتها بهم، وليس لها ملجأ فى الدنيا، تبحث عن الخلاص من زوجها الذى أصابها بـ«المرارة» التى تعانى من آلامها منذ أربع سنوات، ولا تقدر على إجراء العملية، بينما الأطباء يحذرونها من أن الموت سيكون من نصيبها.. وهى تتمناه، لكن تترك ابنها وابنتها لمن؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة