مستشفيات سوهاج داخل غرفة الإنعاش

المستشفيات الحكومية بسوهاج تعانى من تدنى مستوى الخدمة، ونقص الكوادر البشرية والفنية، ونقص العمالة والأدوية، هى السمة الأساسية داخل المستشفيات الحكومية، وما نسمعه من تطوير المستشفيات تطوير للمظهر الخارجى فقط دون الجوهر، فالتصريحات كثيرة ومتطابقة والملايين تنفق والواقع مأساوى طالما أهمل العنصر البشرى. اليوم السابع تجول فى مستشفيات المحافظة ليقف على حقيقة تردى الأوضاع داخل المستشفيات الحكومية.

صرخ حمدى أحمد قائلا، أصيب والدى بأزمة قلبية حادة بسبب قصور فى الشريان التاجى، فتوجهت به لمستشفى طهطا المركزى، وفور دخولنا الاستقبال طلب منى الطبيب النوبتجى شراء كافة الأدوية من خارج المستشفى بحجة عدم وجود أدوية بالمستشفى، وقال لى إن والدى يحتاج عناية مركزة ولابد أن أدفع مبلغ 400 جنيه تحت الحساب، وأكد ماذا يفعل الفقراء أمام هذه المبالغ التى تعد تحديا لهم. من جانبها طالبت غادة القاضى عضو مجلس محلى، بأن تكهن سيارات الإسعاف لأنها لا تليق أن تكون سيارات إسعاف، وتحتاج سيارات إسعاف لإسعافها، وشكلها مثير للشفقة، ومدعاة للسخرية، كما أن سيارات الإسعاف تأتى بعد طلبها بساعات طويلة.

ومن جانب آخر فجر سيد محمد سالم عضو مجلس محلى المحافظة، مفاجأة عن عدم الاستفادة من 33 مستشفى تكاملى على مستوى المحافظة، رغم ما تحتويه هذه المستشفيات من أجهزة حديثة بتكلفة كبيرة، حيث لا توجد أى نسبة إشغال فى تلك المستشفيات طوال السنوات الماضية، مما يعد إهدارا للمال العام، ولماذا تم بناء هذه المستشفيات من الأساس إن لم نكن قادرين على تشغيلها.

واجهنا الدكتور محمد عبد العال وكيل وزارة الصحة بسوهاج بهذه المشاكل فقال: "بتلومونى ليه المثل بيقول اطبخى يا جارية كلف يا سيدى"، لازم الكل يعرف أنه يوجد نقص كبير فى الأدوية والمستلزمات الطبية على مستوى المستشفيات والوحدات، كما أن الاعتمادات المالية التى خصصتها الوزارة لمحافظة سوهاج للأدوية فى العام المالى 2007 /2008، كانت 11 مليونا، وهذا المبلغ لم يكن كافيا بالمرة ولم يكن أمامنا سوى شراء الأدوية اللازمة مهما كان الأمر، والأدوية العادية يشتريها المريض.

أما عن سيارات الإسعاف فاعترف وكيل الوزارة أن مرفق الإسعاف لديه مشاكل، ويوجد نقص شديد فى سيارات الإسعاف، وقد تم إخطار وزارة الصحة وأخذنا من المسئولين وعدا باتخاذ اللازم. وعن المستشفيات الـ(33)، قال "أنا لست مسئولا عن إقامة هذه المستشفيات، ورغم ذلك فقد حاولت والمسئولون معى فى المديرية بالاستفادة من الأجهزة الموجودة وتوزيعها على المستشفيات المركزية والعامة، وتوظيف بعض الأجهزة فى مستشفيات أخرى".