لا يتحول الحب إلى كراهية إلا بعد رحلة حياة.. تكفى أولا لقتل الحب.. وبالتدريج.. وفجأة تتلاشى آثاره.. وتلوح فى الأفق أجواء الكراهية، حتى تجرف معها ما تبقى من حب.. أيام قليلة تكون كافية لإعلان الكراهية بين حبيبين سابقين.. بعدها يتخد أحد الطرفين قرارا بالتخلص من الآخر، ربما بالقتل.. وهو ما حدث بالفعل بين حبيبين سابقين، فى منطقه الرمل بالإسكندرية.. استغلت العاشقة السابقة لحظات نوم زوجها، وقررت التخلص منه.. فأطبقت على رقبته ولم تتركها، حتى ترك لها حياتها وغادر الدنيا..
ولم تكتف بقتله فقط، ولكنها قررت التخلص من جثمانه أيضا وألقت بكمية كبيرة من مادة حارقة.. ثم أشعلت النار فيه ووقفت تنظر إليه.. تنتظر أن يتبخر ويختفى تماما.. وأيضا لإقناع الجميع أنه مات بسبب حريق وبعد فترة تأكدت من تفحم جثة الزوج.. خرجت إلى الجيران تصرخ وتستغيث لإنقاذ زوجها الذى مات من وقت طويل.. وسريعا وصلت سيارات الإطفاء.. أخمدت الحريق.. وعثر رجال الإطفاء على جثة الحبيب السابق.. متفحمة.. خبراء الإطفاء أبلغوا رجال المباحث أن سبب الحريق وجود مادة مساعدة على الاشتعال.. فقرروا نقل ما تبقى من جثمان الزوج إلى الطب الشرعى الذى كان تقريره مفاجأة مدوية..
فالزوج أحمد محمود عثمان «49 سنة» مات بسبب «إكسفيكسيا» الخنق.. بدأ رجال المباحث جمع المعلومات لكشف لغز الجريمة.. وبدأت الشكوك تحوم حول الزوجة فايزة مرسى «44 سنة».. وواجهتها الشرطة بتحرياتها.. لكنها أنكرت وادعت أنها كانت بصحبة أطفالها الثلاثة فى منزل أسرتها بالعصافرة.. وبعد عودتها بدقائق اشتعلت النيران فى غرفة النوم أثناء انشغالها بإعداد الطعام.. أكدت التحريات كذب ادعاء الزوجة.. وبإعادة استجوابها اضطرت للاعتراف.
فايزة مرسى «44 سنة» قالت فى التحقيقات: نعم قتلت زوجى حتى أستريح منه.. لقد حول حياتى إلى جحيم بعد سنوات الحب الذى تبخر، 25 عاما كانت كافية للوصول إلى تلك النهاية، فالسنوات الأولى من الزواج طبيعية.. الحياة كانت هادئة..السعادة كانت تسكن شقتى.. ورزقنا الله بثلاث بنات وولد.. ولكن عمر السعادة انتهى بيننا وبدأ يضربنى لأتفه الأسباب.. ويثور بدون سبب.. تركت المنزل عدة مرات.. وكنت أرجع من أجل أولادى.. وفى يوم الحادث تركت أولادى عند أمى.. وعدت ثم تشاجرنا كالعادة وهنا قررت التخلص منه.. تركته حتى نام وخنقته وسكبت «الجاز» عليه وأشعلت النار فيه بعد أن تأكدت من وفاته، صدقونى لم أعد أشعر بالندم.. فإحساسى بالحياة بات معدوما.. أولادى فقط.. وبسببهم أجلت قرار التخلص منه لسنوات.. فالحياة معه تكفى لكراهية كل شىء. الزوجة القاتلة ذهبت إلى السجن فى انتظار كلمة العدالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة