«تجريد البخارى ومسلم من الأحاديث التى لا تلزم» هذا هو العنوان المقترح لكتاب جمال البنا الذى يعكف على إعداده حالياً، ومن المقرر أن يصدر قريباً حاملاً العديد من الأفكار الجريئة والتى يأتى على رأسها مطالبة البنا باستبعاد الأحاديث التى «لا تلزم» ولا تفيد من «الصحيحين» ويبدأ البنا كتابه بالطعن فى طريقة انتقال الأحاديث إلينا عبر 150 عاماً، وهى طريقة «العنعنة» التى سمحت بدخول الكثير من الأحاديث الموضوعة والضعيفة، حتى وصلت الأحاديث فى زمن أحمد بن حنبل إلى مليون حديث، فى حين أنها لم تزد على الخمسمائة فى أيام الخلفاء الراشدين.
12 معياراً يحددها البنا لاختيار الأحاديث التى يجب استبعادها وهى: الأحاديث التى تدور عن «الغيبيات» ابتداء من الموت وحتى الجنة والنار والعرش ويوم الحساب، والأحاديث التى شرحت «المبهمات» من القرآن وأسباب نزوله، والأحاديث التى لا تراعى العدل وتلقى بالمسئولية على الجماعات والتى لا تراعى مبدأ الفردية والمخالفة لقول الله تعالى «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، والأحاديث التى تحط من مكانة المرأة وتحقرها، والأحاديث التى تشير إلى معجزات الرسول كشق الصدر أو حنين الجذع، والأحاديث التى تميز أشخاصاً أو قبائل أو أماكن، والأحاديث التى تخالف حرية الاعتقاد التى كفلها الإسلام، والأحاديث التى جاءت بما لم يأت به القرآن الكريم، وأحاديث الترغيب والترهيب، والأحاديث التى تحض على طاعة الحاكم، والأحاديث التى رواها ابن عباس والترمذى عن المواريث ونسخ القرآن، والأحاديث المتعلقة بالعادات اليومية مثل الأكل والشرب.
وسبب شروع البنا فى تأليف هذا الكتاب - كما عملت «اليوم السابع» - هو تنقية الإسلام وصورته، وصورة رسوله، من الشوائب التى أحاطت به نتيجة كثرة الملل والنحل والجنسيات والثقافات التى حواها المجتمع المسلم بعد كثرة الفتوحات، مثل الفرس والروم والترك والديالمة الصقالبة القوقاز، وكذلك دخول العديد من الأفكار المخالفة للإسلام مثل الفكر الفارسى واليونانى والصوفى والعدمى، بالإضافة إلى الأحداث السياسية التى أضرت كثيرا بنزاهة المحدثين.