تلقت «اليوم السابع» تعقيباً من الكاتب الكبير يوسف الشريف على تعقيب الدكتور حمادة حسنى والخاص بمساندة عبد الناصر للثورة اليمنية عام 1962 والذى نشره فى العدد قبل الماضى

تعقيب على التعقيب.. وإغلاق لملف «اليمن»

الجمعة، 05 ديسمبر 2008 05:23 ص
تعقيب على التعقيب.. وإغلاق لملف «اليمن» جمال عبد الناصر
يوسف الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يؤسفنى أن يعاود الأستاذ حمادة حسنى إلحاحه على وجهة نظره بشأن الدور المصرى فى مساندة الثورة اليمنية، عبر اعتماده على شهادات غير موثقة أو مبتسرة، بينما تدحضها فى نفس الوقت شهادات أخرى فى إطار العرض والتحليل لبانوراما الدور المصرى، الذى يعتبره الثقات من المرجعيات المصرية واليمنية والعربية الأعظم فى إنجازات جمال عبدالناصر على الصعيد القومى بعد دوره المشهود فى دعم خيارات التحرر وانعتاق الشعب الجزائرى من نير الاستعمار الفرنسى، وأحيلك فحسب لرسالة الدكتوراه، التى توافر على إعدادها الدكتور أحمد يوسف حول الدور المصرى فى اليمن!

وإذا كان الرئيس أنور السادات المسئول السياسى عن متابعة أوضاع الثورة اليمنية سياسياً، بينما كان المشير عبدالحكيم عامر المسئول عن الجانب العسكرى، فلعلك تابعت ما رويته فى كتابى «اليمن وأهل اليمن أربعون زيارة وألف حكاية»، من استنكارى لسابقة التحفظ على عدد من الرموز السياسية والعسكرية والقبلية فى السجن الحربى، أو فى مقر إقامة البعض الآخر بالقاهرة، وأن المسئول عن هذا الشطط اللواء شمس بدران وحده وليس سواه!

ثم ما هى مصلحة عبدالناصر فى الوقيعة بين الجمهوريين والملكيين، فالحقيقة أن عبدالناصر والملك فيصل تركا لليمنيين - جمهوريين وملكيين - حل مشكلة اليمن عبر مؤتمر، ولكنهم فشلوا أو أفشلوا عبر الضغوط والإغراءات السعودية والدعم الأردنى الإيرانى الإسرائيلى. ثم أنهى مداخلتى باستنكار اتهام الأستاذ حمادة الباطل للدور المصرى فى اليمن بالتدخل، كما لو أن المصريين ذهبوا إلى اليمن عبر جسرين بحرى وجوى، وتكبدوا المشاق وسقط منهم آلاف الشهداء على غير إرادة الشعب اليمنى، بينما أكدت فى مقالى على الحقائق والثوابت التى واكبت قبولى دعوة ثوار اليمن لردع العدوان الخارجى الذى تعرضت له بعد استيلائها على السلطة فى صنعاء، بمعنى أن الدور المصرى لم يكن تدخلا،ً وإنما شراكة نضالية وقومية!

أما حديثك عن المخازى الجنسية والمالية والعسكرية للدورالمصرى فى اليمن، والادعاء بانكشاف سرقة الذهب من مصروفات اليمن، يكفينى شهادة السياسيين والعسكريين واليمنيين على شفافية مسلك وسلوك القيادات والضباط والجنود المصريين، حيث لم يثبت على أى منهم ارتكاب فعل شائن يحرمه الشرع أو القانون وأحيلك على صفحة 127 من كتابى عن اليمن!

ثم إن أى ثورة هى نتاج تفاعل إنسانى، ولم تسلم لا الثورة الفرنسية ولا البلشفية أو الصينية من الأخطاء والخطايا، خاصة أنها استهدفت التغيير والصدام بالتالى مع القوى التقليدية حاجة المصلحة فى بقاء الحال على ما هو عليه!

ثم أذكرك يا أستاذ حمادة بأن دعم مصر لخيارات الشعب اليمنى فى التحرر والانعتاق لم يكن سابقة سياسية جديدة، وأحيلك إلى تاريخ مصر إبان حكم محمد على، حين أرسل إلى الجزيرة العربية ثلاث حملات عسكرية إلى شبه الجزيرة العربية لتأديب عملاء شركة الهند الشرقية الذين كانوا يهددون التجارة عبر الممرات الصحراوية والموانئ البحرية وتحويلها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو نفس موقف الخلافة الفاطمية ثم الدولة الأيوبية فى مصر من اليمن، ثم المماليك حيث جهز السلطان قنصوة الغورى حملة عسكرية بحرية لردع البرتغاليين وظلت تواصل دورها تحت اسم وشعارات الخلافة العثمانية فى اليمن!

وأحسب أنك نسيت كذلك دعم مصر لثورة 14 أكتوبر 1963 فى الشطر اليمنى الجنوبى عبر العملية العسكرية التى أدارتها القوات المصرية فى الشطر الشمالى باسم «صلاح الدين»، وكان لزميلنا فى «روزاليوسف» جمال حمدى يرحمه الله شرف قيادة قافلة من مائة جمل تحمل السلاح من تعز» إلى الثوار فى «ردفان»!

الاختلاف الأساسى فيما أعتقد بين الأستاذ حمادة حسنى وبينى يكمن فى عدائه المبيت ليس لثورة 23 يوليو بزعامة جمال عبدالناصر فحسب، وإنما لكل ما ينتمى إلى المبادئ وممارسات القومية والدعوة إلى الوحدة العربية، بينما أرى عن قناعة أن قدر مصر وأمنها ومصيرها موصول بأمتها العربية، ولا خيار آخر سوى العزلة والضعف والضياع.. والله من وراء القصد!.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة