صدرت عن دار الكلمة القاهرية، الترجمة العربية لكتاب الفيلسوف المعاصر بول تيليش "فعاليات الإيمان" ترجمة مجاهد عبدالمنعم مجاهد. يرى المؤلف أن الإيمان هو حالة من الاهتمام الأقصى، أما فعالياته فهى فعاليات الاهتمام الأقصى لدى الإنسان، وخاصة ما يمس وجوده الخالص مثل الطعام والمأوى، غير أن الإنسان على عكس الكائنات الحية الأخرى لديه اهتمامات روحية معرفية وجمالية واجتماعية وسياسية، وبعض هذه الاهتمامات ملحة.
ويضيف المؤلف قائلا، إنه ينشد ما هو أقصى، وهو ينشد الاستسلام الكلى للإنسان الذى يتقبل هذا المطلب، وكلمة الإيمان محاطة بتراث قوى يحميها. كما يرى أن الإيمان هو فعل الشخصية ككل، وأن الإيمان باعتباره فعلا محيطيا ومركزيا للشخصية، له طابع حافل بالوجد، وذلك أن الإيمان يتجاوز كلا من دوافع اللاشعور غير العقلانى وأبنية الوعى العقلانى. والإيمان على هذا هو فعل كلى ومتمركز للنفس الشخصية، فهو فعل الاهتمام اللا مشروط واللا متناهى والأقصى.
والكتاب لا يكتفى بتتبع مصادر الإيمان وعلاقته بفعاليات ما هو مقدس, بل يعرض أيضا محاولات التشويه لمعنى الإيمان، وهو تشويه ثلاثى: عقلى وإرادى وانفعالى, ويخصص المؤلف فصلا عن رموز الإيمان وفصلا عن أنماط الإيمان. وبالنسبة لحياة الإيمان، فإن المؤلف يعرض لعلاقة الإيمان بالحقيقة العلمية والحقيقة التاريخية والحقيقة الفلسفية. وينهى المؤلف كتابه بفصل عن حياة الإيمان من حيث ترابط الإيمان بالشجاعة، وتكامل الشخصية والحب لينتهى إلى الحديث عن إمكانية الإيمان اليوم وضرورته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة