ربط عدد من المثقفين المصريين مستقبل مدينة القدس التى قالوا إنها تتعرض لعملية تهويد مستمرة من جانب إسرائيل، بضرورة تسليط الأضواء على تاريخ المدينة من خلال الوثائق الموجودة بالأرشيفات العربية والأجنبية، وأكدوا أن القدس تعد رمزا للقضية الفلسطينية، بل هى رمز لقضية حضارية بين العرب والمسلمين، وآخرون يريدون فرض حلول ومواقف بديلة على العالم.
وأكد المشاركون فى الندوة التى نظمها مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات بمقر المركز بجامعة عين شمس، لمناقشة تاريخ القضية الفلسطينية من خلال الكتاب يحمل عنوان "حمائم فى سماء القدس أو كتاب القدس فى مفاوضات السلام"، أنه بالرغم من أن مؤلف الكتاب هو الحاخام الإسرائيلى "مناحم كرايم"، إلى أنه يعد رصدا وثائقيا أمينا وعلميا فى تناوله للمحادثات التى جرت بين العرب والفلسطينين حول السلام فى القدس.
وخلال الندوة أشاد الحضور بالكتاب الذى أكدوا أنه يعد وثيقة علمية راصدة لأصعب سنوات النضال العربى من أجل استرداد القدس، وتعد فى الوقت نفسه وثيقة دامغة باعتراف الكاتب نفسه وهو يهودى إسرائيلى، وقالوا إن موضوع الكتاب الذى جاء فى 6 فصول، يتعرض لمسألة القدس التاريخية والأطماع الاستعمارية التى بدأت منذ القرن الخامس عشر.
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد عبد اللطيف حماد الخبير فى الدراسات الإسرائيلية، أن هذا الكتاب يضم معلومات عن القدس من الناحية التاريخية وعلاقة اليهود بها، ويعد رصدا للمحاولات المستميتة من إسرائيل لتحويل القدس إلى إسرائيل، وأن إسرائيل لن تتنازل عن القدس لأنها تعتبرها عاصمتها الأبدية، واعتقاد اليهود أنها مكان يجمعون فيه يوم القيامة، ومكان صعود لليهود من القدس الأرضية إلى القدس السماوية، وما يؤكده الكاتب أن تلك الاعتبارات الدينية هى التى تصطدم بأى مفاوضات عند الحديث عن القدس، موضحا أن الرئيس السادات كان يتفهم ذلك، حيث أرجئ الحديث عن القدس بعد استعادة جزيرة سيناء.
وقال حماد إن الكتاب كشف لماذا قامت إسرائيل بالتنازل عن غزة وأريحا؟ وهو وجود نص بالتوراة يدل على أنهما ملعونتان، وهو ما يحكم على إسرائيل ضرورة التخلص منهما، مضيفا أن تنازل إسرائيل كان بهدف الالتزام بما جاء بنص التوراة، وليس تتطوعا أو تنازلا منها.
وقال الدكتور جمال شقرة مدير مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات، أنه على الأجيال الجديدة أن تشعر بمسئوليتها تجاه قضايا عروبتها، فالقضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير يترتب عليه تغييرا فى حركة التاريخ التى من الممكن أن تستمر قرابة 300 سنة، أو25 سنة، ويتوقف ذلك على أمرين، الأول بقاء المقاومة الفلسطسنية وإدراكها جيدا أن الاختلاف لا يخدم القضية، والأمر الثانى تكريس روح المقاومة، وهو ما سيعطيها روح الاستمرار.
وشدد شقرة على أهمية أن تصدر الندوة "إعلان القاهرة"، كى يكون عنوانا خاصا بوثائق القدس، وخطوة عملية وميدانية لصياغة استراتيجية لجمع ودراسة وتحليل هذا التراث من أجل تأصيل الهوية العربية الإسلامية للمدينة.
ودعا إلى أن تكون الندوة، بداية لتشكيل لجنة تنسيق دائمة، تمثل فيها كل الأرشيفات والمراكز البحثية، حيث تواصل الحرب بالوثائق والكتابات والنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة ومخاطبة الضمير العلمى والإنسانى من خلال الهيئات والمؤسسات العلمية فى كل بلاد العالم.
وحذر الدكتور ثروت إسحاق عبدالملك، أستاذ الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عين شمس، من تراجع دورنا كعرب فى مواجهة التطرف الإسرائيلى، مؤكدا أن الدين لم يعد لب الصراع الآن بين إسرائيل وفلسطين، مضيفا أن تضخيم الخلافات بين فتح وحماس، لعبة من جانب إسرائيل لم ينتبه لها القادة الفلسطينيون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة