أعلن وليد المعلم، وزير الخارجية السورى، أن افتتاح السفارة السورية فى بيروت سيتم قبل نهاية العام، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) الجمعة. ونقلت سانا عن المعلم قوله إنه "سيتم فتح السفارة ورفع العلم قبل نهاية هذا العام، والمسألة هى فى تجهيز مقر إقامة السفير والجهاز المساعد".
من ناحية أخرى، أكد المعلم أن "سوريا قامت بنشر جنود لها على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية للبنان بهدف منع التسلل والتهريب والتخريب"، موضحا أن "هذا الأمر يصون أمن المواطن السورى واللبنانى معا".وشدد المعلم على أن زيارة وزير الداخلية اللبنانى زياد بارود وقائد الجيش اللبنانى العماد جان قهوجى مؤخرا إلى سوريا "جاءتا بتفويض من مجلس الوزراء اللبنانى الذى يشكل حكومة وحدة وطنية تمثل كل القوى اللبنانية وأن مصلحة الشعبين السورى واللبنانى هى هدفنا". وانتقد عدد من أقطاب فريق 14 آذار (الأكثرية النيابية فى لبنان المقربة من الغرب) هاتين الزيارتين وكذلك كل زيارة يقوم بها مسئولون رسميون لبنانيون إلى سوريا لا تحدد الحكومة اللبنانية جدول أعمالها وتوافق على نتائجها.
واعتبر وزير الخارجية السورى أن هذه الانتقادات لا مبرر لها سوى "أن المهم عند هؤلاء هو مهاجمة سوريا ليس أكثر".من جهة أخرى شدد على أن بلاده لم تغير مبادئها بل غيرت "قراءتها للمعطيات والتأقلم معها". وقال بحسب سانا "التغيير لا يعنى تغييرا فى المبادئ لكن يعنى تغييرا فى قراءة المعطيات والتأقلم معها"، مضيفا "نحن لم نغير شيئا من مبادئنا ومواقفنا لكن فهمنا وقرأنا جيدا الساحة الدولية والإقليمية ومن هنا انطلقنا".وتابع "قرأنا أيضا جيدا عنصر الزمن وبنينا مواقفنا على قناعة راسخة بأهمية سوريا ودورها كجزء من الحلول فى المنطقة".
ويذكر أن لبنان وسوريا أعلنتا عن إقامة علاقات دبلوماسية بينهما فى منتصف أكتوبر للمرة الأولى منذ إعلان استقلالهما عن الانتداب الفرنسى قبل أكثر من ستين عاما. كما أكد وليد المعلم أن الزيارة التى يقوم بها الزعيم اللبنانى المسيحى ميشال عون إلى سوريا ستؤدى إلى "نتائج طيبة للشعبين الشقيقين"، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).ونقلت سانا عن المعلم قوله لقناة "او تى في" التابعة للتيار الوطنى الحر الذى يتزعمه عون، أن "هذه الزيارة ستؤدى إلى نتائج طيبة لمصلحة الشعبين الشقيقين".
ووصف المعلم أن "اللقاء بين الرئيس الأسد والعماد عون التاريخى كما تناول تحليل الماضى للاستفادة من دروسه والبناء على ذلك فى وضع قاعدة للمستقبل". وبدأ عون الأربعاء زيارة تستمر أياما عدة إلى سوريا، هى الأولى لرئيس تكتل الإصلاح والتغيير، الكتلة المسيحية الأكبر فى البرلمان اللبنانى، منذ تسلمه رئاسة حكومة عسكرية انتقالية أواخر 1988، استهلها بلقاء مع الرئيس الأسد الذى خصه باستقبال رسمى مميز.
وأكد المعلم على "السمات المشتركة بين العماد عون والرئيس الأسد القائمة على الصراحة والمصداقية والقول بما يراه صحيحا والأهم من ذلك الحرص ليس على فئة محدودة فى لبنان بل على الشعب اللبنانى برمته".وأضاف أن زيارة عون إلى سوريا "ستزيد من شعبيته (فى لبنان) لأنه صادق وأول كلمة قالها للرئيس الأسد: أى شيء نبنيه لا يحظى بقاعدة جماهيرية واسعة سيسقط ، هذا منطلق الزعيم الوطنى الذى يرعى مصالح بلده".
وأثارت زيارة العماد عون إلى سوريا وإعلانه خلالها "فتح صفحة جديدة" مع دمشق، عدة ردود فعل فى لبنان ولا سيما من قبل فريق 14 آذار (الأكثرية النيابية).وكان عون شن على رأس حكومة عسكرية انتقالية "حرب تحرير" ضد القوات السورية فى لبنان فى مارس 1989.
وأطاحت به فى أكتوبر 1990 عملية عسكرية لبنانية سورية نفى على أثرها إلى فرنسا. وعاد إلى بيروت فى مايو 2005 بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان.وأحدث عون مفاجأة بتوقيعه فى 2005 تفاهما مع حزب الله الشيعى المقرب من سوريا وإيران، وفى أكتوبر الفائت قام بزيارة لطهران أثارت بدورها ردود فعل عدة.
المعلم: افتتاح السفارة السورية ببيروت قبل نهاية العام
الجمعة، 05 ديسمبر 2008 04:32 م