◄هادى فهمى يطالب باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الشركة السعودية لأنها أخلت ببنود العقد
الخصخصة هى المعركة الأكبر فى الحكومة والمجتمع خلال خمسة عشر عاما، الحكومة تدافع والمجتمع يشك، بدأت بفكرة البيع لمستثمر رئيسى وانتهت بالصكوك للمواطنين، كان البيع لمستثمر رئيسى هو الحل المطروح والذى واجهه المعارضون بشدة وشككوا فى كل مراحله، سخونة المعركة بدأت مع بيع المراجل البخارية وخفتت لتعود وتشتعل مع عمر أفندى، خرج المهندس يحيى حسين عضو لجنة التقييم لينشر اتهامات بالتلاعب، وقدم بلاغا حفظه النائب العام، وطالت فترة الصفقة، حيث تقدم سعيد الحنش بعرض شراء عمر أفندى لكنه تراجع وتأخر بعد أن انشغل الرأى العام بالجدل، وبعد طول هذا الجدل تقدمت شركة أنوال السعودية لشراء عمر أفندى مع وعود من الحكومة بالحفاظ على حقوق العمال وضمان حق الدولة والمجتمع، وبعد شهور من البيع لم تتوقف المعركة حول الخصخصة، الحكومة التى تعود لتطرح فكرة نقل الملكية للشعب عن طريق الصكوك، ماتزال تدافع عن فكرة البيع لمستثمر رئيسى بالرغم من التراجع الواضح عنها والاعتراف بفشلها فى عدة شركات. ويعود عمر أفندى للأضواء من جديد، ليجدد الاتهام للشركة السعودية «أنوال» بتغيير معالمه ونشاطه بالمخالفة لعقد البيع، الأمر الذى ينبئ بعودة المعركة إلى المربع رقم صفر لقد كان عمر أفندى شاهدا على فصل من فصول الخصخصة وها هو يعود ليطرح المزيد من التساؤلات عما استفدناه وما خسرناه.
الوزارة حريصة على السلامة الكاملة لإجراءات البيع، وعلى تحقيق أعلى عائد للمال العام، والحفاظ على حقوق العمالة، وأن هناك شروطا على المشترى، أبرزها الالتزام بالنشاط وعدم التصرف فى بيع الأصول.. هذه نص تصريحات الدكتور محمود محيى الدين، وزير الاستثمار فى جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 4 مارس 2006، عند طرح عملية بيع عمر أفندى.
وبعد مرور أكثر من عامين على هذه التصريحات، فوجئ الجميع بقيام شركة أنوال التى فازت بصفقة عمر أفندى، بوضع خطة تغيير نشاط عمر أفندى تدريجيا فى عدد من الفروع المهمة، وبدأت بالفرع الكائن فى امتداد شارع مكرم عبيد، ناصية شارع عطية الصوالحى بمدينة نصر، حيث قامت بتأجير الطابق الأرضى بالكامل لسلسلة محلات «مترو».
تم افتتاح «مترو» يوم الاثنين الماضى الموافق 24 نوفمبر على أصوات الموسيقى الصاخبة، وأهازيج الورود وفى غيبة كاملة من وزارة الاستثمار، واللجنة المشكلة خصيصا لمتابعة ملف عمر أفندى، التابعة حاليا للشركة القابضة للتشييد والبناء، بعد تفكيك الشركة القابضة للتجارة والتى كان يترأسها هادى فهمى. شركة أنوال المستحوذة على عمر أفندى، كشرت عن أنيابها وأعلنت التحدى، وصدقت توقعات المعارضين لبيع هذا الصرح، وكذبت كل التطمينات التى ساقها كل من وزير الاستثمار، وهادى فهمى رئيس الشركة القابضة للتجارة سابقا، ومهندس صفقة البيع، من أن أنوال أو غيرها لن تلتزم ببنود التعاقد، وستخل بها مع أول فرصة جهارا نهارا وستغير نشاط عمر أفندى تدريجيا.
أنوال لن تستطيع تغيير نشاطها بموجب العقد المبرم بينها وبين الشركة القابضة، هكذا أكد هادى فهمى رئيس الشركة القابضة للتجارة السابق لـ«اليوم السابع»، مضيفا بأنه قام بتشكيل لجنة، مهامها متابعة ملف عمر أفندى فقط، ومدى التزام شركة أنوال بتنفيذ بنود العقد، خاصة بندى عدم تغيير النشاط أو عرض بيع أى فرع، مؤكدا أن هذه اللجنة أصبحت تابعة للشركة القابضة للتشييد والبناء بعد انتقال ملف عمر أفندى إليها، ويجب عليها اتخاذ الإجراءات القانونية حيال ما قامت به «أنوال»، بتأجير الطابق الأرضى لسلسلة محلات «مترو»، لأنه انتهاك صارخ للعقد المتفق عليه. العقد واضح وصريح، ويمنع قيام شركة أنوال من بيع أى فرع أو تحويل نشاط عمر أفندى إلى أى نشاط آخر، هذا ما أكده أحمد السيد، رئيس الشركة القابضة للتشييد والبناء، موضحا أن اللجنة المشكلة بمتابعة ملف عمر أفندى ستتقصى الحقائق، وفى حالة ثبوت الواقعة سنحيل الأمر إلى لجنة تحكيم.
الحقيقة التى توصلت إليها «اليوم السابع» أن رئيس الشركة القابضة للتشييد والبناء، ليس لديه علم بقيام شركة أنوال بتأجير طابق كامل من عمر أفندى لسلسلة محلات «مترو»، وأن إجاباته كانت مرتبكة، وعندما طرحنا عليه السؤال، أكد أن اللجنة هى التى تتابع، وعندما أكدنا له أن اللجنة تعمل تحت رئاسته وإشرافه، أجاب بعصبية بأن مسئولياته كثيرة وعديدة، ولا يمكن أن يكون ملما بكل شىء، وعلى النقيض فإن يحيى حسين، رئيس مجلس إدارة شركة عمر أفندى والعضو المنتدب سابقا، أكد أن شركة أنوال لها الحق فى أن تفعل ما يحلو لها من بيع وتغيير نشاط، لأن العقد يتيح لها ذلك ودون الرجوع لوزارة الاستثمار، موضحا أن العقد المبرم يحق لـ «أنوال» التصرف بالبيع فى 30% من جملة فروع عمر أفندى، أى 24 فرعا كاملا دون تحديد هذه الفروع، وبالتالى فليس من المستغرب أن تقوم الشركة السعودية بتأجير طابق كامل من أبرز فروع عمر أفندى، الكائن فى مدينة نصر لسلسلة محلات مترو محمد فؤاد نائب مدير عمر أفندى فرع عطية الصالحى، أكد لـ«اليوم السابع» أنهم فوجئوا باستيلاء «مترو» على الطابق الأرضى للفرع، وأنه ليس لديه أى معلومات. بجانب وجود مترو، فإن هناك شركة «أى 2»، استأجرت مكانا لبيع الموبايلات، وأيضا تم افتتاح فرع لبنك عودة، وآخر لبنك الأهلى سوستيه جنرال داخل الفرع.
لمعلوماتك..
◄82 عدد فروع عمر أفندى، بجانب 68 مخزنا.
صفحة جديدة فى صفقة القرن الفاشلة
الشركة السعودية تخدع الحكومة المصرية وتبيع عمر أفندى من الباطن
الجمعة، 05 ديسمبر 2008 05:57 ص
عمر أفندى مدينة نصر ويظهر محل مترو ليحتل الطابق الأرضى تصوير: أحمد اسماعيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة