لماذا اختيرت أسبانيا هذا العام لتكون ضيف شرف مهرجان القاهرة السينمائى؟ وما هى أهميتها الإدارية؟ وما هى أهميتها بالنسبة لنا. هذه الأسئلة أجد أنه من الضرورى الإجابة عنها، فالسينما الإسبانية واحدة من 3 سينمات متوسطية لها مكانة كبرى عالميا.. مثل السينما الفرنسية والإيطالية.. ثم الإسبانية.
عانت السينما الإسبانية الكثير من الصعوبات بعد أن أستتب الحكم للجنرال الديكتاتورى فرانكو، عقب الحرب الأهلية التى اندلعت فى بداية الثلاثينيات.. وحاربت بمعونة الكينسة كل اليساريين والمطالبين بالحرية، وكان نتيجة ذلك توقف الإبداع السينمائى، وهجرة المبدعين منها، ومنهم لويس بونويل وسلفادرو دالى درناتهن، وظلت السينما الإسبانية عقيمة تتحدث باسم الدولة، ولا تعطى للإبداع مجاله ولا للسينمائيين حقهم.
ومع ذلك برزت بعض الأسماء الكبيرة فى دنيا الإخراج، كبرلينجا وكارلوس ساورا.. الذى حاول من خلال رموز كثيرة أن يعبر عن رأيه وعن موقفه من السياسة والحياة، وحتى عندما حاولت إسبانيا استرضاء مخرجها الكبير لويس بونايل، ودعوته مجدداً إلى بلده لإخراج فيلمه الأخير فيريو بانا.. اضطرت إلى منع عرضه فى البلاد، خوفاً من اعتراض الكنيسة ولكن مع زوال حكم فرانكو، تفجرت النار التى كانت كامنة تحت الرماد وخلع السينمائيون الإسبان القناع الزائف، الذى كانوا يضعونه على وجوههم، وظهرت أسماء مخرجين كبار، وعادت مواضيع الساعة إلى الظهور بجرأة دون مواربة، وهبطت أسهم الرقابة السينمائية إلى الحضيض، كل ذلك كان لظهور عبقرى سينمائى كبير ،هو بلار ألمودوفار رفع من شأن سينما بلاده ووضعها فى مقدمة السينمات اللاتينية، كما فعل من قبله برجمان فى السينما السويدية، وكيروساوا فى السينما اليابانية، وشاهين فى السينما المصرية. فى سينما المودوفار سقطت الاقنعة جميعها، وأصبح اللاممكن ممكنا،ً واتسعت حرية التعبير حتى وصلت إلى أقصى حدودها.
السينما الإسبانية فى مرحلتها الجديدة، أكدت أن الحرية هى الأرض الحقيقية للتعبير السينمائى الجيد. ومن أجل هذا كله كان لابد أن نحتفى بالسينما الإسبانية، وعلينا أن نتعلم الدرس جيدا من السينما الاسبانية كى نشفى سينمانا العرجاء.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة