مديرة هيفن للنشر: المجتمع يعيش أزمة المواطنة

الخميس، 04 ديسمبر 2008 01:36 م
مديرة هيفن للنشر: المجتمع يعيش أزمة المواطنة عفاف عبد المعطى مديرة دار هيفن للنشر
حاورتها دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن تبنت الدكتورة عفاف عبد المعطى، مديرة دار هيفن للنشر والترجمة، ملف حرية الفكر والعقيدة، وأصدرت الكتب التى تهتم بالاشتباك مع السائد، وأقامت الندوات التى تتفق مع هذه الفكرة، وهى تهاجم دائما من قبل المتشددين دينيا، مسلمين كانوا أو مسيحيين، وزاد الأمر بعد أن قامت الدار بطبع كتاب "سر زواج الأقباط" للقمص أنداروس عزيز، ثم كتاب "الأقباط والليبرالية" للمفكر القبطى "كمال غبريال".

مؤخرا وجهت الكنيسة القبطية تحذيرا شديد اللهجة للدار ومديرته بسبب كتاب "المسيح النبى المفقود" للباحث أحمد الدبش الذى يشكك فى الوجود التاريخى للسيد المسيح. اليوم السابع توجه لدار هيفن، وكان لنا مع مديرته الدكتورة عفاف عبد المعطى هذا الحوار..

ما سبب اعتراض الكنيسة على كتاب "المسيح النبى المفقود"؟
لأن الكتاب ينطلق من فرضية صورة المسيح المتباينة فى الأناجيل المختلفة، فهناك أربعة أناجيل "متى، مرقص، لوقا، يوحنا"، ويناقش الكتاب صورة المسيح فى هذه الأناجيل، ويحاول تأصيل تلك الصورة من خلال الموسوعات التاريخية العالمية، وما يعنينا هو التوصل للصورة الحقيقة غير المغلوطة للمسيح، وأنا شخصيا اختلف فى العديد من النقاط التى أثارها الكتاب ولا أوافق عليها، لكن هذا شأن الكاتب، فهو حر تماما فيما يكتب، وأنا كناشرة لا يجب أن أصادر على أى فكر قد يختلف مع فكرى.

ألم تتحرجى من أن الكاتب والناشر مسلمان وتشتركان فى إصدار كتاب يتناول الشأن المسيحى بالنقد والتفنيد؟
أنا والدار ضد هذا الكلام على الإطلاق، فما يعنينى هو أن يكون الكتاب ونتائجه قائمان على البحث العلمى، وأحمد الدبش باحث يستند فى كتابه إلى الأناجيل المختلفة، كما استعان بالمراجع التاريخية لتأصيل أبحاثه، وإن كان هناك من يريد الرد على الكتاب فالدار على أتم استعداد لذلك، بشرط أن يعتمد كلامه على البحث الموضوعى، وهذه هى سياسة الدار التى تؤمن بحرية الفكر وتنشره، كما تنشر الرد عليه طالما كان موضوعيا ومتسقا.

إذن ما تفسيرك لهجوم الكنيسة بالرغم من إصدار الدار وترجمتها لمجموعة من الكتب القبطية؟
الدار تهاجم من قبل المسلمين والأقباط معا، فالمسلمون ينتقدون الدار بسبب الإصدارات المسيحية، والمسيحيون يعترضون على نصوص الكتب، وأنا فى النهاية لا أهتم بكل ذلك، وهناك سلسة من الكتب المسيحية ما زالت تحت الطبع لن أتوقف عنها، كما سأستمر فى تبنى قضية الليبرالية وحرية العقيدة والمواطنة، ومن يريد الرد فعليه بالبحث والفكر، فالرد على الفكر لا يكون إلا بالفكر.

وهذا ليس أول هجوم على الدار من قبل الكنيسة، والأمر نفسه حدث عندما أصدرنا كتاب "سر زواج الأقباط" الذى يحكى فيه القمص أندراوس عزيز تجربته مع الكنيسة، ويشرح فيه كيف كان يعمل بتوثيق عقود الزواج، وتوصله لفتوى تبيح تعدد الزوجات فى المسيحية، الأمر الذى أغضب الكنيسة التى أصدرت قرارا بطرده من الكهنوت الكنسى، وقامت برفع قضية ضده فى مجلس الدولة انتهت لصالح "عزيز"، وهى التجربة التى كتبها عزيز فى الكتاب، والمرة الثانية كانت بسبب كتاب "الأقباط والليبرالية" للمفكر القبطى كمال غبريال، الذى قرأه رئيس كلية اللاهوت البروتستانتية، وقال لى فى تحذير شفوى "كيف تنشرين مثل هذا الكلام العلمانى؟" والمرة الأخيرة لكتاب "المسيح النبى المفقود" للباحث أحمد الدبش.

أثارت مجموعة الندوات التى تبنتها الدار عن حرية الفكر العقيدة ردود فعل كثيرة، ألم تفكرى فى إلغاء هذه الأنشطة مادامت تلقى هجوما حادا كهذا؟
بالطبع لا، وهذا الهجوم أثبت أننا نعيش بالفعل أزمة مواطنة، فالمجتمع يرفض النقاش ولا يفكر فى المختلف، ما يقوله رجال الدين يكون أمرا غير قابل للجدل ولا حتى التفكير، فقط ينفذ، فهناك التباس حقيقى فى المجتمع المصرى يجب على رجال الدين فكه، لكن للأسف الواقع أن رجال الدين المتشددين هم المسئولون عنه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة