بداية أنا لست عضوا بالحزب الوطنى، ولن أكون، ولست من محاسيب الحكومة ولن أفكر فى هذا الأمر، لأننى متمرد على القولبة بحكم أنى شاعر، ولكن ما حدث من السادة المنظرين والمفكرين والكتاب والمذيعين والمدونين، جعلنى أشفق على أى حكومة تتولى أمرنا، ففى سبيل انتقادها (وهى تستحق النقد فى موضوعات جمة) أظهرونا بأننا سفهاء بل فى قمة السفاهة، وبأننا شعب يبيع أعضائه البشرية، ومن تبيع أولادها من أجل 200جنيه.. فكيف لا يبيع الشعب صكوك الملكية الشعبية، ونسوا أن أى شعب فيه السفيه وفيه غير السفيه، وفيه الأحمق كما فيه الحكيم، وفيه من يبيع ومن يشترى، وهذه طبيعة الأمور والأشياء، ولا يمكن الحكم على الأربعين مليون الذين يستحقون الصكوك بأنهم من النوع الأول، وأنا كمواطن إن بعت سوف أبيع لأخى أو زميلى أو جارى، ولن أبيع لأحمد عز أو غيره من كبار المستثمرين، مع العلم يوجد فى ثقافة الشعب المصرى العظيم حساسية شديدة فى بيع موروثاته.
إننى أؤمن بأننى يمكننى بيع ما اشتريته، وما ورثته عن أبى هو ملك لابنى وحفيدى ولا يجوز التفريط فيه بسهولة، وأظن هذه الفكرة متجذرة فى الشعب المصرى، فكيف لكم أيها السادة الأفاضل تقعون فى هذا التعميم عن حسن نية بالطبع، فبهذا أعطيتم الحكومة المبرر للتعامل معنا كشعب فاقد للأهلية ولا نستحق الحرية ولا حقوق الإنسان ولا الديمقراطية، بل نستحق أسوأ المعاملة، والتعامل معنا يكون بهذا التفكير السلبى، ولا نلوم الدكتور نظيف عندما برر عدم تطبيق الديقراطية بأسباب كهذه أثناء زيارته لأمريكا.. بهذا المنطق المعكوس أيها السادة النقد يكون بوعى وحكمة ونضع الأسس والقواعد التى تساعدنا على التفكير العلمى المفتقد حتى من الصفوة، للأسف الشديد مع ملاحظة أن الحكومة من الشعب والشعب أب وأم الحكومة، ولو كانت معيبة يبقى استمدت عيوبها مننا.
نحن، وأدعو مراكز الأبحاث لدراسة هذا الأمر للإصلاح، وليس لتبادل الاتهامات، فكلنا فى مركب واحد خرج من بحر الحضارة إلى مستنقع القرون الوسطى، ونلقى بالاتهامات على الآخرين، ولا يوجد شجاع يقول أخطأت فى هذا الأمر وسوف أصحح أخطائى (وطبعا أخطاؤنا كثيرة).
القارئ ناجح يوسف فهمى يكتب: الصكوك الشعبية.. رؤية أخرى
الخميس، 04 ديسمبر 2008 07:47 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة