خبراء: صراع حماس وإسرائيل.. نتاج استقطابات إقليمية

تحول الصراع بين حركة حماس وإسرائيل إلى صراع عربى متعدد الأطراف بين حماس ودمشق وحزب الله من جانب، والقاهرة والسلطة الفلسطينية من جانب آخر، واندلعت حرب تصريحات التخوين والعمالة والصمت والتهور والتوريط .

الخبراء كانت لهم وجهة نظر تفسر هذا الانقسام الذى برز بشدة فى أعقاب الاجتياح الإسرائيلى لغزة.. الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب يؤكد أن ظاهرة الاستقطاب الإقليمى هى السبب الرئيسى فى تحول صراع حماس مع إسرائيل إلى صراع عربى – عربى، فإيران ومعها سوريا تستقطب مجموعة من القوى والدول، والجناح الآخر تمثله مصر والسعودية والأردن، وهذا الاستقطاب الإقليمى هو الذى حول الصراع الداخلى بين حركتى فتح وحماس إلى صراع إقليمى.

الدكتور سمير عصفور، وزير شئون المفاوضات الفلسطينية السابق، يؤكد أن هذا التحول لم يبدأ فقط مع بداية الاجتياح الإسرائيلى، فقد سبق ذلك بفترة لكنه كان خافتا، وقد اتضح بعد انسحاب حماس من الحوار الفلسطينى، فهناك طهران ودمشق والضاحية الجنوبية من بيروت وغزة الذين يعتبرون أن القاهرة لا تقف على مسافة متساوية من أطراف الصراع الفلسطينى، وبعد القصف الإسرائيلى لغزة بدأت الحملة تتصاعد ضد مصر، ويفسر عصفور هذا الانقسام بأنه محاولة من سوريا وإيران وحماس للتغطية على العجز فى مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية من خلال الترويج الإعلامى بأن هناك تورطا عربيا ضد القطاع وبالتحديد ضد مصر، وكذلك يشار للاردن لأن الهدف الأساسى لحماس قبل الحملة وبعدها هو معبر رفح الذى يضمن الشرعية لها كسلطة موجودة فى غزة، وهو الأمر الذى ترفضه مصر لأن من شأنه إضفاء شرعية على وجود سلطتين فى فلسطين.

ويضيف عصفور أنه نتيجة عجز السياسة الإعلامية المصرية منذ فترة طويلة وعدم إعلانها الضغوط التى تمارسها قوى دولية على حماس غرقت مصر فى هذه الورطة وهو ما تهدف إليه حماس لتحويل الأنظار عن المواجهة الحقيقية مع إسرائيل والسعى لتوريط مصر. الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، قال إن الاتجاه الراديكالى الذى تمثله سوريا وإيران يريد السيطرة على المنطقة من خلال جر مصر وتوريطها فى صراع مع إسرائيل، باعتبار أن السيطرة على مصر هو مفتاح السيطرة على المنطقة، وأن هذه القوى والاتجاهات صراعها الأساسى مع مصر لأنهم يعتبرون أن خروجها من دائرة الصراع العربى الإسرائيلى يكشف زيف شعاراتهم.

وقال عبد المنعم إن الحديث عن الدور الإقليمى لمصر هو كلام هدفه "الضحك علينا"، لأن مصطلح الدور الإقليمى من وجهه نظرهم هو الكفاح من أجل فلسطين، وأن الدور الإقليمى هذا مستوحى من الكلام النازى، والأمر الذى لا يمكن إنكاره أن هناك فشلا إعلاميا مصريا فى التعامل مع القضية، يضاف لذلك حالة من الخجل فى إعلان موقف مصر من حماس باعتبارها حركة تعرض أمن مصر القومى للخطر بشكل مباشر عن طريق تهريب السلاح وتجنيد عناصر من قبائل بدو سيناء لصالح حماس.وأضاف سعيد أن حماس هى التى قالت بوقف التهدئة، وهذا يعنى أن حماس أعطت إسرائيل إشارة البدء فى اجتياح عزة، وعندما حدث الاجتياح تحولوا إلى الهجوم على مصر.