اجتماع عربى طارئ.. واستمرار الإدانات الدولية

يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً لبحث العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، بينما تتواصل ردود الفعل الدولية بين مؤيد ومعارض لهذا العدوان، الذى أسفر عن استشهاد 390 فلسطينياً وإصابة 1900 آخرين.

ويجتمع الوزراء العرب فى وقت لاحق اليوم، الأربعاء، بمقر الجامعة العربية، برئاسة وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل، بحثا عن موقف عربى موحد لمواجهة العدوان الإسرائيلى. ومن المقرر أن تقتصر الجلسة الافتتاحية على كلمة الفيصل، وأخرى للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ثم ترفع الجلسة ليعقد بعد ذلك جلسات مغلقة متواصلة.

وعلم اليوم السابع أن الجامعة العربية أعدت مذكرة تفصيلية شارحة لعرضها على الوزراء، تتضمن آخر مستجدات الوضع على الساحة الفلسطينية فى ضوء تواصل العدوان الإسرائيلى. وينتظر أن يعرض الجانب الفلسطينى من جانبه تقريرا مفصلا حول تطورات الوضع على الساحة الفلسطينية سياسيا وميدانيا، فى ضوء الاتصالات المكثفة التى أجراها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال الأيام الأخيرة.

كما ينتظر أن يعرض وزير الشئون الخارجية العمانى على نظرائه العرب الرؤية الخليجية، التى تم بلورتها فى قمة مسقط أمس، الثلاثاء، فيما يتعلق بكيفية التعامل العربى مع العدوان الإسرائيلى، والتى ستكون ضمن الرؤية العربية الجماعية. وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، أعلنت السفارة الروسية عزمها ترحيل مواطنيها فى إسرائيل، بينما اندلعت التظاهرات فى مختلف أنحاء العالم تنديداً بالعمليات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

واشنطن أكدت من جهتها، أنها تعمل على إقناع كافة الأطراف بالعودة إلى التهدئة. وأعلنت الخارجية الأمريكية أن الحكومة بدءا بالرئيس جورج بوش وما دونه من مسئولين يقومون باتصالات مكثفة مع أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة، سعيا لتهدئة الوضع فى قطاع غزة ولإنجاز اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحركة حماس يحظى باحترام أكيد وكامل من دون أى انتهاك.

وتظاهر آلاف الأمريكيين فى كل من واشنطن ولوس أنجلوس، مطالبين بوقف الغارات الإسرائيلية على غزة، وسط انتشار عشرات من عناصر الشرطة بحسب شهود عيان. وردد المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ووضعوا كوفيات، هتافات "أوقفوا القتل" و"أوقفوا إبادة الفلسطينيين". ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "أوقفوا المساعدة الأمريكية لإسرائيل" و"حرروا فلسطين".

وفى بنما، تظاهر نحو مائتى ممثل لمنظمات اجتماعية ونقابات أمام السفارة الإسرائيلية. وقال خالد سلامة عضو المجلس الوطنى الفلسطينى وممثل حزب الشعب فى أمريكا اللاتينية والكاريبى "جئنا لندين المجازر التى ترتكبها دولة إسرائيل الإرهابية، ونريد أن يحاكم العالم أجمع هؤلاء الإرهابيين لارتكابهم جرائم حرب". وأضاف: أنه على الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية "أن تدفعا ثمن كل الشر الذى تقومان به" فى فلسطين والعراق وأفغانستان.
سفارة روسيا بإسرائيل تعلن احتمال إجلاء مواطنيها من قطاع غزة بنهاية هذا الأسبوع.

جاء ذلك، بينما طالبت حكومة ماليزيا الأمم المتحدة، بعدم الرضوخ لضغوط الولايات المتحدة، وبحث وقف العمليات الإسرائيلية فى قطاع غزة بشكل جدى. وتظاهر مئات المواطنين تضامناً مع غزة، فى الوقت الذى قال فيه الوزير أحمد زاهد حميدى الوزير، إنه ليس لدى إسرائيل الحق فى الاستيطان وشن الغارات على أى من الأراضى الفلسطينية، مشددا على أنه رغم انتهاء اتفاق التهدئة بين الجانبين فى 19 ديسمبر الجارى، إلا أنه يجب على إسرائيل احترام حقوق الفلسطينيين.

وفيما طالبت البرازيل بعقد اجتماع بدعوة كل من فرنسا وعدد من الدول الرباعية الدولية، خرج المئات فى لندن إلى الشوارع تعبيراً عن إدانتهم مجزرة غزة. وفى طهران، اقتحم متظاهرون مجمع البعثة الدبلوماسية البريطانية للاحتجاج على تأييد لندن لإسرائيل. أما فرنسا، فقد شهدت تظاهرات شارك فيها حوالى سبعة آلاف شخص فى عشر مدن فرنسية، ضمنها باريس.