انطلقت قناة الجزيرة القطرية فى أبريل عام 1996 ومنذ انطلاقها، تحمل أجندة سياسية مناهضة لمصر على طول الخط بدءا بتنديدها لمصر إبان انطلاق انتفاضة الأقصى، وتأليب الرأى العام العربى عليها كما حمل خطابها الإعلامى تلميحات طلبت من مصر الصدام المسلح مع إسرائيل وحتى فى الشأن الداخلى المصرى، كما اهتمت الجزيرة بالتصعيد الإعلامى فى أحداث الإضرابات وأحداث أبريل الماضى وغيرها من الأحداث الداخلية المصرية.
برز دور قناة الجزيرة المنحاز والموجه ضد مصر فى تغطيتها للعدوان الإسرائيلى على غزة فى تحميلها مصر المسئولية الكاملة عن العدوان الإسرائيلى، مستثمرة زيارة تسيبى ليفنى وزيرة خارجية إسرائيل لمصر قبيل العدوان على غزة .
د. سامى الشريف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة يؤكد على انحياز قناة الجزيرة فى معالجتها لأحداث غزة ضد مصر وأضاف: تابعت تغطية قناة الجزيرة على مدى يومين كان فى اليوم الأول كان للجزيرة موقف هجومى واضح من مصر يلمح بتواطئها مع هجوم إسرائيل على غزة، استنادا إلى زيارة تسيبى ليفنى للقاهرة قبل يوم من الغارات، وهو الأمر الذى أثار موقف الشارع العربى، مشيرا إلى أن رفض مصر حضور القمة العربية التى دعت لها قطر انعكس فى معالجة الجزيرة لأحداث غزة بالهجوم على مصر.
أكد الشريف أن قناة الجزيرة تحمل أجندة مناهضة لمصر منذ انطلاقها، ولكن ليس تجاه مصر وحدها وإنما أيضا تجاه السعودية والأردن، وهى الدول الداعمة لعملية السلام بالمنطقة، وأضاف: المدهش أمام مزايدات قناة الجزيرة على مصر، تخصيصها ما يقرب من 30 دقيقة من وقت النشرة الإخبارية أمس للمتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يشرح فيها موقف بلاده والدفاع عن وجهة نظر إسرائيل تجاه العدوان على غزة وهو ما لم أشهده بأية قناة عربية.
مصر والشارع العربى
د.عبد الوهاب قتاية الخبير الإعلامى أشار إلى أن الموقف المندد بمصر لا تنفرد به قناة الجزيرة وحدها، وإنما هو حال الشارع العربى كله، وأضاف: هذا ليس غريبا لأن مصر ليست كبقية الدول لأنها أقوى وأكبر دولة عربية، كما أنها تتمتع بعلاقات وثيقة ومعاهدة سلام و مصالحة مع إسرائيل و يعود هذا إلى أن الشارع العربى لا يتصور أن مصر خرجت من القضية، لأنها طوال حياتها تتبنى فلسطين وتضحى من أجلها ليس من أجل فلسطين فقط، ولكن من أجل أمنها القومى أيضا.
يقول قتاية: إن قناة الجزيرة كغيرها من القنوات الإخبارية تعبر عن هذا الموقف العام للشارع وإن كان لقناة الجزيرة تركيز أكبر وهذا لا يشكل قضية فى حد ذاته وينبغى ألا ينصب التركيز على هذا، لأن إذا كان للجزيرة أجندة مضادة لمصر فكل القنوات لها أجنداتها حتى التليفزيون المصرى، و لا ينبغى أن نعيد إثارة الشارع العربى بسبب الجزيرة، بل بسبب المشاهد الوحشية التى يراها حتى على الفضائيات الأجنبية، وأوصى أتاية أن الحل هو أن الانشغال بأجندات القنوات نوع من الهروب ولو اتخذنا الموقف الصحيح سنخرص كل القنوات المنددة بمصر.
ومن جانبه يوافق طارق عبد الجابر موفد قطاع الأخبار فى غزة سابقا الدكتور أتاية فى استبعاد أن يكون ما تعرضه الجزيرة هو الدافع وراء استثارة الشارع العربى وأوصى بعدم الانشغال بما تعرضه الجزيرة وغيرها، مشيرا إلى الانشغال بالجزيرة اعتراف رسمى بفشل الإعلام المصرى فى فرض وجهة نظره على الرأى العام العربى، و بدلا من الانشغال بتكميم من يتكلم علينا الاهتمام بتقديم رسالة إعلامية قوية لا تعطى فرصة لأحد أن يسئ إلينا، وقال طارق إن الإعلام لا يواجه إلا بالإعلام وإذا كانت الجزيرة نجحت فى الانفراد بنقل صورة حقيقية لما يدور فى غزة فهى تستحق الاحترام.
تصعيد الجزيرة
الدكتور صفوت العالم هو الآخر لا يرجح فكرة تحامل الجزيرة على مصر، مشيرا إلى أنها كما عرضت خطاب نصر الله عرضت أيضا مؤتمر أبو الغيط وجهود مصر فى فتح معبر رفح والمظاهرات المصرية المنددة بالعدوان على غزة وما عرضته الجزيرة هو تصعيد إعلامى من بعض الدول تجاه مصر.
أكد العالم أن بعض الدول تصعد إعلاميا ضد مصر وكونها تتناول هذا التصعيد لا يعنى أن لها موقف معاد ضد مصر، و لا يمكننا التركيز على الجزيرة وتجاهل وسائل الإعلام السورى واللبنانى التى أشعلت الرأى العام العربى ضد مصر، وطالما نتحدث عن حرية الإعلام لا يمكن أن نعتمد على التأويل لتفسير الاتجاهات، ولا ننكر أن توجه مصر الإعلامى غير الموضوعى أعطى فرصة للآخرين أن يأخذوا دورها الإعلامى منها.
قناة الجزيرة تستضيف كوادر الجيش الإسرائيلى لتبرير العدوان وتحمل مصر دماء غزة
الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008 03:01 م