القارئ محمد السيد عوض يكتب: المعارضة

الأربعاء، 03 ديسمبر 2008 05:48 م
القارئ محمد السيد عوض يكتب: المعارضة مجلس الشعب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا خير فيكم إن لم توفوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها.

بالأمس قالها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب دستور حكم ونبراس حياة، فيعلمنا أن لغير الله لا تعنو منا وجوه وجباه، شجاعة الرعية أن تعارض راعيها فلا ترهبه ولا تخشاه، وعظمة الراعى فى تقبل الرأى الآخر فلا يضيق به صدره ولا تغمض عنه عيناه، إنه عمر الفاروق رضى الله عنه وأرضاه فهل من مذكر؟

المعارضة يا سادة هى المشاركة فى بناء الحاضر والمصير، هى المشورة فى كل خطب عسير، هى الرأى يواجه رأياً فلا يخشاه إلا كل طاغية يحسبها نذير، هى الرؤيا للحادثات ولا يملك الرؤيا إلا كل ذى قلب بصير، هى الرأى الآخر حراً وليس بالرأى الأسير.

المعارضة يا سادة هى لا للغزاة أعداء الوطن، لا للقيد أياً ما كان ومهما يكن، لا للظلم يسطرها شعب على صفحات الزمن، لا لكل فساد وعفن، ولا بملء الفم تقتحم الصعاب وتجتاز المحن.

المعارضة يا سادة هى نعم لبناء مصر فما أعظم البناء، نعم للعدل فبغير العدل خراب وفناء، نعم للعزة والمجد والشموخ والكبرياء، نعم للحق فمنه الأمل ومنه الرجاء، نعم لبساتين الديمقراطية يزرعها الأحرار فتباركها السماء، فما أطيب الثمر!!

المعارضة يا سادة شريحة شعب تحذر وتنتقد، تصون ولا تبدد، تضحى ولا تتردد، تنصح ولا تتمرد، تدعو ولا تتوعد، تعارض ولا تتهدد، تشد أزر الراعى سواء اختلفت معه رأياً أو اتفقت.

ولقد علمنا التاريخ أن الطاعة المؤمنة لا تنفصل عن المعارضة الأمينة، وأن حق الراعى فى طاعته لا ينفصل عن حق الرعية فى أن يكون لها رأيها ولو تعارض مع ما يرتأيه راعيها. ولعمنا الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ألا تقول الرعية الرأى الذى يوافق هوى الراعي، بل أن تقول الرأى الذى تحسب أنه الحق.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة