حى "الندى" الذى قتلت به ابنة ليلى غفران لا يحرسه سوى 10 أفراد..

الأمن الغائب فى أحياء 6 أكتوبر

الأربعاء، 03 ديسمبر 2008 11:20 ص
الأمن الغائب فى أحياء 6 أكتوبر ابنة ليلى غفران كانت ضحية غياب الأمن
كتب حاتم سالم ومحمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتفاع السور المحيط بـ "حى الندى"، أحد أرقى أحياء مدينة الشيخ زايد، حتى 5 أمتار، لم يمنع محمد السيد (حداد مسلح) من اقتحام الحى وقتل الفتاتين نادين خالد جمال وهبة العقاد ليلة الأربعاء الماضى، ليدخل بذلك الإهمال الأمنى فى أحياء محافظة 6 أكتوبر طرفاً أصيلاً فى الجريمة التى شغلت الرأى العام فى الأيام القليلة الماضية.

حى راق يقع على مساحة 200 فدان ويسكنه رجال بوزن الدكتور حسام بدراوى ووزير التعليم العالى الأسبق عمرو عزت سلامة وفنان بحجم سمير غانم بجانب 200 أسرة أخرى، ورغم ذلك لا يقوم على حراسة الحى إلا 10 أفراد أمن بالصبح ومثلهم أثناء الليل.. هذا القصور الأمنى دفع أحد الملاك بالحى إلى الاعتراف لليوم السابع بأنه لم يعد يأمن على أسرته، وأنه يستعد الآن للرحيل تماماً عن مدينة 6 أكتوبر نتيجة ضعف التواجد الأمنى. أحمد سلمان مدير الأمن بحى الندى اعترف بضعف الحراسة الأمنية بالحى التى لا تكفى لتأمين برج سكنى "فما بالك بـ200وحدة سكنية"، مرجعاً غياب الأمن إلى قيام اتحاد ملاك الندى بتقليص عدد أفراد الأمن من 30 إلى 20 رغبة فى توفير النفقات.

الأمن.. تلك الفريضة الغائبة فى الأحياء السكنية بمدينة الشيخ زايد كانت سبباً فى ازدياد معدلات الجريمة وتنوعها، بدءاً من السرقة واقتحام البيوت، مروراً بالخطف والاغتصاب وانتهاءً بالقتل، والمتهم هنا صنفان: الأول هم عمال البناء والمعمار الذين يكثر تواجدهم بشدة فى تلك المناطق نتيجة الثورة العمرانية الحاصلة هناك, وهؤلاء العمال يتقاضون أجورا ضئيلة بـ"اليومية"، أما المتهم الثانى فى ازدياد معدلات الجريمة بالشيخ زايد فهم أفراد الأمن الذين يعتادون على دخول الفيلات السكنية والتعرف التام على ما بداخلها. اتهام أفراد الأمن بارتكاب الجرائم ظهر واضحاً فى شك ملاك حى "الندى" فى أن يكون مرتكب جريمة قتل هبة ونادين أحد أفراد الأمن الخاص، الأمر الذى قامت معه الشرطة بسحب بطاقاتهم واحتجازهم بقسم شرطة الشيخ زايد لمدة تزيد عن 6 ساعات فى يوم الخميس التالى لوقوع الجريمة.

لكن ما سبب ضعف الأمن بأحياء 6 أكتوبر؟ الإجابة جاءت على لسان محمد مرسى كبير أفراد الأمن فى حى مون لاند "نحصل على راتب شهرى لا يتخطى حاجز الـ400 جنيه إلى جانب المعاملة السيئة التى يلقاها فرد الأمن من أصحاب الوحدات، لذلك يترك الكثير منا العمل هنا مفضلين العمل بالبناء".

سبب آخر لضعف الأمن بالشيخ زايد يتمثل فى عدم التواجد التام لنقاط الشرطة حول الأحياء السكنية، فأقرب نقطة شرطة تبعد عن العمران بمسافة 4 كيلومترات، الأمر الذى يصبح معه تقديم بلاغات أو الاستنجاد بالأمن شيئا أقرب إلى المستحيل بحسب إسماعيل السيد أحد عمال البناء بالمنطقة.

محاولة الانتقال من الأحياء السكنية بمدينة أكتوبر إلى مديرية الأمن هناك من أصعب ما يمكن، فعشرات الكيلومترات تفصل بينهما، وحتى لو وصلت فلن تشعر بالأمان، سور طويل على امتداد 3 كيلومترات، تسيرها على الأقدام داخل مديرية الأمن فى ظلام تام وسط الصحراء، مما يجعل الخوف يتملكك حتى بداخل حصن الأمان.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة