استمعت إلى خطاب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وكعادتى أعجبت به من خلال أسلوبه الخطابى وقدرته على الحشد وللــ" كاريزما" التى يملكها إلى أن وصل إلى الجزء الأخير من الخطاب، وبدأ بالهجوم على مصر وعلى نظامها السياسى حتى وصل إلى الدعاء وتلبية نداء الحسين، شعرت وقتها بأن السيد حسن نصر الله ليس سوى شيعى .. وشيعى فقط ولا ينظر إلى أى روابط أخرى، رجعت إلى الخلف بالذاكرة ورأيت نفسى فى المظاهرات أقف ضد حكومتى ومندداً بموقفها من حرب لبنان الأخيرة ومنادياً بمساندة حزب الله، ليس لأنه ينتمى إلى أى مذهب مهما كان، ولم أنظر إلى أن حزب الله هو الذى أخطأ بخطف الجنود الإسرائيليين، بل لأنى أحب حسن نصر الله وأحب لبنان وأعتز بعروبتى وأتمنى لها النصر ظالمة ومظلومة، لم أنظر إلى حزب الله على أنه حزب شيعى، ولم أفكر أثناء مسيراتنا وزملائى إلى انتمائه المذهبى أو حتى الانتماء الدينى، وكلنا نظرنا إلى عدالة القضية والانتماء الجغرافى، وكلنا نظرنا إليه من واقع تواجده بين أحضان لبنان الوطن الذى يضم كل ألوان الطيف السياسى والدينى، والذى نحبه ليس بسبب أى طائفة أو لون معين.
أخطأ الأمين العام لحزب الله فى خطابه الأخير فى صبغ الخطاب بالصبغة الشيعية، ولم نكن نلحظ هذه الصبغة فى خطاباته فى 2006 أثناء حرب لبنان مع إسرائيل.
مع الملاحظة أن لى تحفظات على بعض النقاط التى ذكرها فى خطابه، وهى أن البعض يردد أن حماس تدخل الحرب دفاعاً عن سوريا أو إيران، وكذلك المزايدة على الموقف المصرى، ونحن فى مصر قدمنا للقضية الفلسطينية ما لم يقدمه أحد من العرب، فلا داعى للمزايدة على مصر والدور المصرى وعلى المواقف المصرية، فنحن كمصريين نرفض الانقسام العربى والمذهبى، الذى لاحظته فى خطابه، ولماذا لم تذكر أن حماس هى سبب الانقسام الفلسطينى الفلسطينى؟ ولماذا لم تذكر الدور المصرى فى لم الشمل العربى؟
وأنا كمصرى بدأت أفكر من جديد فى موقف بلدى التى تبذل الجهود للم الشمل الفلسطينى، وقيادات حماس تأخذ الأمر من وزير خارجية إيران وينهار كل شىء، فهذه بلدى التى تهاجمها وتحرض على الانقلاب عليها وعلى إثارة الفوضى فيها، فحتى لو اختلفت مع نظامها السياسى ومواقفه، فلن أكون معك فى دعوتك ضدها، بدأت أفكر فى دورها الذى تهدده بلدان أخرى، لم أكن أفكر فى مذهبها من قبل، أحببتك وكنت لا أنظر إلى مذهبك ولا إلى انتمائك وجعلتنى أفكر فيهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة