صاحب القصف الإسرائيلى العنيف لقطاع غزة والذى لا يزال متواصلاً منذ أمس السبت، اتهامات ضد مصر وصلت إلى حد اعتبارها أعطت الضوء الأخضر للعدوان الإسرائيلى على غزة؛ وذريعة هؤلاء زيارة وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى التى سبقت الضربة الإسرائيلية بساعات. القاهرة نفت هذه الاتهامات بشكل قطاع على لسان الدكتور أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، لكن هذا النفى لم يوقف سيل الاتهامات التى وصلت إلى تظاهرات احتجاجية ضد ممثلى الدبلوماسية المصرية فى بعض العواصم. فلماذا يبدو الموقف من مصر على ما هو عليه بالنسبة للبعض؟ ولماذا تروج الشائعة حتى وكأن هناك من يريد إلصاقها بمصر؟.
اللواء الدكتور محمد قدرى سعيد، المستشار العسكرى لمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أبدى دهشته من هذا الاتجاه، ووصفه بعديم المعنى فى مثل هذا التوقيت الذى تسعى فيه مصر لاحتواء الموقف وعدم تصعيده، وقال إن ترديد مثل هذا الكلام يضر بالشعب الفلسطينى قبل غيره. وأشار سعيد إلى أن الهدف من هذه التصريحات هو إبعاد المسئولية عن الأطراف التى تروجها، وتلك الأطراف هى التى حرضت حماس على إنهاء التهدئة من طرف واحد لحسابات سياسية إقليمية خاصة بتلك الأطراف، ودفعتها لإطلاق الصواريخ فى عملية غير محسوبة على الإطلاق. وأضاف أن مثل هذه الألعاب الإقليمية هى التى ضيعت حماس ومعها الشعب الفلسطينى، وأنها قد تكون الضربة القاصمة للحركة التى دخل انقلابها فى غزة عامه الثانى.
أما عن زيارة ليفنى لمصر فيقول سعيد، إن تصريحاتها فى المؤتمر الصحفى مع أبو الغيط كانت موجهة للعالم كله وليس مصر فحسب، وفحواها أنه إذا لم تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ فسيتم تصعيد الموقف عسكريا.
من جانبه يرى الدكتور جهاد عودة أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن ما يحدث هو صراع مرتبط بالانتخابات الداخلية وسوريا، ومصر بعيدة عنه تماماً. وأضاف أن سوريا وإيران اللتين تروجان تلك الشائعات عن مصر تعلمان ذلك بالتأكيد وتريدان أن يصعد المتشددون للسلطة فى إسرائيل. وأضاف أن حماس رددت من قبل أنها تريد بنيامين نتانياهو لرئاسة الوزارة، وهذا يعنى أن سلطة أكثر تطرفاً ستمنح حماس شعبية أوسع. وأشار عودة إلى أن نائب وزير الخارجية الإيرانى استطاع إقناع حماس بالانسحاب من حوار الفصائل بالقاهرة، مما تسبب فى غليان الموقف وتصعيده، وأن هذا الأمر كان مرتباً له من الجانبين، فليفنى تريد كمرشحة لحزب "كاديما" لرئاسة الحكومة فى الانتخابات التى ستجرى فى فبراير إثبات أنها الأكثر تطرفا فى التعامل مع حماس، ونتانياهو يريد إنهاء حماس من الوجود، والأخيرة تريد جر المنطقة إلى حرب إقليمية لا يعلم مداها إلا الله. والمستفيد الأكبر هو المحور الإيرانى الذى يريد صرف أنظار المجتمع الدولى عن برنامجه النووى، وبالتالى فهو يثير الأزمات فى هذا التوقيت كل عام.
بعد الادعاء بتورط مصر فى قصف غزة
خبراء: الذين يتهمون مصر بالتواطؤ مع إسرائيل يبعدون المسئولية عن أنفسهم
الإثنين، 29 ديسمبر 2008 12:16 ص
نفت مصر أى علم لها بموعد القصف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة