
أنا لا أتحدث عن راقصة فى كباريه ترقص لكى (تلم) النقطة بعد وصلتها الفنية، ولا أتكلم عن (نقطة) لفريق يلعب فى الدورى العام، ولا أكتب تلك الكلمات بالطبع عن نقطة لواحد من الشعب أصابته من الأوضاع السائدة فى الوقت الحالى .. ولكن أتحدث عن النقطة الفارقة بين (عرب – غرب) فتلك نقطة فى شكلها .. تحمل فى مضمونها فروقاً جوهرية كبيرة فى (الدين – السياسة – الاقتصاد – الثقافة – الفن – الحب – وكل حاجة..)
ولكن بسبب طمع البعض فى كرسى سلطوى، أو صحفى نفسه يبقى عنده فلوس كتير، أو فنان يريد أن ينتشر عالميًا، أو شاب لبس بنطلون علشان يقلد الفنان الغربى الفلانى، أو أى موطن نفسه فى (الغربنة) يريد أن يبقى على هوى الغرب، فاستوردنا كل ما هو فاسد فى السياسة والأدب (لا لا.. إحنا ما استوردناش أدب، الأدب بتاعنا لسه واقف زى ما هو .. لا لا إحنا أصلاً ما عندناش) .. واستوردنا أسوأ ما فى الإنترنت (الشات).. واستوردنا أسوأ ما فى السياسة (الديمقراطية الزائفة)، وأسوأ ما فى الفن (الإنتاج الضخم على الفاضي)، وأسوأ ما فى ثقافة الشباب (الملابس السخيفة ولغة الفرانكواراب ونسيان الدين والثقافة العربية)، وانتبهنا إلى كل ما هو غربى وتركنا كل ما هو عربى (هى دى النقطة)، وكأننا مربوطين بسلسلة متينة وجدنا أنفسنا نُجر خلف مصير مجهول (أتحدى أحداً أن يستطيع أن يخمن إلى أين نحن ذاهبون؟).. وجدنا أنفسنا أمام الأخطاء نقول، إننا مثل الدولة الغربية الكبيرة الفلانية، وأما الكوارث نقول (ما الدولة حبيبتنا أهه زينا) .. والغريب أننا لم نحصل على أى مميزات تتمتع بها تلك الدولة، مع أن تلك الدول لديها الكثير من المميزات!
ثم فجأة وكأننا نعيش داخل فيلم مخلط (سياسى على كوميدى على تراجيدى)، استيقظ العالم العربى (على لطمة حذاء على وجههم) وعلى فساد اقتصادى، أو ما يسمونه (أزمة اقتصادية عالمية)، وفساد تعليمى وفساد أخلاقى، وكأن شيرين تقصدنا نحن بسؤاليها الأشهر هذا الموسم .. (هأتعمل أيه لو نمت يوم وصحيت وشوفت نفسك فى المراية بكيت؟.. هو أنت مين اللى عمل كده فيك؟ مش إنت ولا فى حد غمى عينيك)؟!
ولكن رغم اتضاح الرؤية، وكشف المخطط وتعرية المجرمين الفاسدين، إلا أننا لازلنا نحاول أن نقنع أنفسنا أننا (العالم الصح)، وأن محاولة (ركوب) الطريق الصحيح، هى محاولة للإحباط، وأن من يضع (خطة طريق محلية) هو معارض فاسد غبى متعصب متشدد متطرف يجب أن يقذف به فى النار، وأن من يقول إننا فى الطريق الصحيح، يجب أن يكون هو السيد الأفضل مهما كان حجمه.
وما هى المؤشرات التى يجب أن نراها لكى نعرف حقيقة ما نحن عليه الآن؟، ما هى الكوارث المنتظرة لكى نتأكد فعلاً أن الطريق الذى نسلكه هذا ليس إلا طريقاً يجرنا إليه الشياطين،، متى نفك السلسلة المربوطة حول رقبتنا؟، متى ننتهى من فسخ العقد المبرم مع أعدائنا؟، والذى بواسطته يتحكمون (من خلف الكواليس طبعًا) فينا، هل يجب أن نستيقظ لنجد أن يوم القيامة هو اليوم الذى نعيش فيه؟ .. أم ثورة شعب جائع وأم لا تجد لبناً لابنها؟ .. لماذا لا يظهر عربى قوى شجاع لا يخاف الغرب يمتلك بوصلة، ويكون لديه القدرة على سحبنا أو جرنا حتى لو بالعافية إلى الطريق الصحيح؟.
متى سنترك النقطة لأصحابها، ونعود إلى عروبتنا الحقيقية، أليست الأيام التى نعيش فيها الآن كافية لكى تفهموا أيها ... !!