تصاعدت نيران الغضب بين نواب البرلمان المصرى ضد الآلة الصهيونية وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.
طالب النواب باتخاذ موقف رسمى مصرى عربى ضد إسرائيل، وأكدوا على ضرورة إرسال مجلس الشعب لتوصية للحكومة المصرية لرفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، لمقاضاتها فى عمليات الإبادة الجماعية التى تقوم بها ضد الفلسطينيين.
حملت كلمات النواب عبارات الشجب والإدانة أمام الموقف الدولى الصامت ضد الاعتداءات التى تدشنها الآلة الصهيونية داخل قطاع غزة. فيما دعا وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الدكتور مفيد شهاب إلى رفع مذكرة لمحكمة العدل الدولية لطلب فتواها حول ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.
وشدد د. شهاب على أهمية دحض الخلافات الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس، لافتاً إلى أن بقاء الأوضاع على ما هو عليه الآن سيؤدى إلى إبادة الشعب الفلسطينى بأكمله، وتحقيق الأهداف التى تسعى إليها إسرائيل للاستيلاء على الأراضى الفلسطينية. قال شهاب: نحن أمام فريقان فريق يؤمن بالسلام والتسوية السياسية وفريق آخر يحتكم إلى القوى العسكرية، ولا يؤمن بالتسوية السلمية مع الجانب الإسرائيلى".
أكد د. مفيد شهاب، أن جرائم الإبادة الجامعية التى ترتكبها إسرائيل ضد الأشقاء الفلسطينيين ستسجل بحروف سوداء لن تمحى من التاريخ. وأشار إلى أن هناك فريقا قانونيا مشكلا من قانونيين مصريين لبحث كيفية دعم الجانب الفلسطينى من الناحية القانونية. وقال، إن ما يتوصل إليه الفريق القانونى المصرى يعرض على الجانب الفلسطينى، للاستفادة منه لحل الصراع الدائر داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى الدور المصرى الذى قامت به طوال الأسابيع الماضية لاستمرار التهدئة داخل الأراضى الفلسطينية، مبيناً إلى أن فترة التهدئة انتهت يوم 12 من الشهر الحالى، وتبعها تحرك من حركة حماس بسبب سياسة التجويع التى قامت بها إسرائيل، وقال: إن إلقاء حماس بعض الصواريخ على إسرائيل، تبعه تحرك إسرائيلى للرد. واستطرد قائلاً: إن هذا الرد يتنافى مع الأعراف والاتفاقيات الدولية واتفاقية جنيف، والتى تلزم الجانب المحتل توفير المساعدات الإنسانية والإغاثات الطبية للطرف الآخر. وأشار شهاب إلى ما قامت به إسرائيل عمل إجرامى وعدوانى.
أكد وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية، أن القيادة المصرية تقوم باتصالات دائمة مع الأشقاء العرب، وأضاف: أن هذه الاتصالات أسفرت عن عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب وعقد جلسة طارئة للبرلمان العربى فى الخرطوم الخميس المقبل.
كانت اللجنة المشتركة والتى تشكلت بقرار من رئيس مجلس العب من مكتب لجنة العلاقات الخارجية والشئون العربية والدفاع والأمن القومى، لبحث أزمة غزة قد شهدت مشاحنات بين نواب الحزب الوطنى والإخوان المسلمين. بدأت حينما وجه النائب محمد عبد الفتاح عمر وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى اتهامات لزملائه بكتلة الإخوان، ووصفهم باتباع "سياسة حماس". وقال موجها حديثه لهم: "الله يخرب بيوتكم، هتخربوا البلد وعايزين تجرونا لمصيبة". وهو ما أثار غضب نواب الإخوان الذين خرجوا عن شعورهم وتوجهوا إلى المنصة للاعتراض على ما أثاره عبد الفتاح عمر.
وكادت اللجنة تتحول إلى ساحة قتال لولا تدخل الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية قائلاً "نحن نناقش القضية الفلسطينية، وليس هناك وقت لنضيعه فى خلافات بين نواب من الحزب الوطنى والإخوان". وقرر شطب كلمة "الله يخرب بيوتكم" من مضبطة الجلسة. وتجددت الاشتباكات مرة أخرى بين النائب المستقل الدكتور جمال زهران، حينما وصف القرار المصرى "بالقرار المخنوق". وقال، إن هناك تشابكات ومصالح تربط بين النخبة الحاكمة وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
ورفض النائب حازم حمادى ما أثاره النائب جمال زهران، وقال هناك محاولة للمساس بالدور المصرى تجاه القضية الفلسطينية ونحن لا نقبل المزايدة.
فيما نفى النائب كمال أحمد إمكانية دخول مصر فى حرب ضد إسرائيل. وقال "من يقدر من الدول العربية على القيام بهذا فليتقدم ونحن وراؤه". وأكد أن ما تقوم به الآلة الصهيونية يهدف إلى الوصول إلى سيناء واحتلالها مرة أخرى. واعترض نواب الإخوان وأكدوا قدرة مصر على الدخول فى حرب ضد إسرائيل، فرد عليهم النائب كمال أحمد قائلاً: هو إحنا رايحين فرح العمدة" وتدخل نواب الحزب الوطنى رافضين التلويح بإمكانية الدخول فى حرب ضد إسرائيل. وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلى من مصر واستدعاء السفير المصرى من إسرائيل. واتفق نواب المعارضة مع الوطنى فى مطالبهم، وشددوا على وقف تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل وإلغاء اتفاقية الكويز.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أصدرت فيه لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب المصرى بياناً أعربت فيه عن أسفها تجاه المجازر الوحشية التى تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى. دعا البيان المنظمات العربية إلى توحيد الصف ودحض الخلافات للوقوف بجانب الأشقاء الفلسطينيين.
وفى سياق متصل تظاهر نواب كتلة الإخوان المسلمين أمام البرلمان اليوم وقاموا برفع المصاحف والأعلام الفلسطينية وهتفوا ضد الحكام العرب مرددين "أن الكيل قد طفح افتحوا معبر رفح ويا هنية يا هنية أوعى تنسى البندقية". و"على غزة رايحين شهداء بالملايين" و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" و"يا هنية يا زهار الدم بالدم والنار بالنار".
كما توجه النواب فى مسيرة إلى قصر عابدين لتسليم الرئاسة عريضة طالب فيها النواب بوقف العدوان الفورى على الشعب الفلسطينى والسعى على المستوى العربى والدولى والإقليمى لوقف هذا العدوان المجرم. والوقف الفورى لضخ الغاز المصرى إلى إسرائيل. وسحب السفير المصرى لدى الكيان الصهيونى وطرد السفير الصهيونى فى مصر وإغلاق السفارة الصهيونية.
مشاجرات وتراشق بالألفاظ بين نواب الوطنى والمعارضة
نيران الغضب داخل البرلمان بسبب أحداث غزة
الأحد، 28 ديسمبر 2008 03:17 م