خبراء: الاتهامات السورية لمصر فشل سياسى

الأحد، 28 ديسمبر 2008 07:44 م
خبراء: الاتهامات السورية لمصر فشل سياسى تحالف دمشق مع طهران يؤثر على علاقتها بمصر
كتب محمد ثروت وأميرة ناجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تظاهرات تندد بمصر أمام سفاراتها بالخارج، هجوم إعلامى دائم على الموقف المصرى من أحداث غزة، بينما خلف الكواليس مغازلة لإسرائيل من أجل إجراء مفاوضات مباشرة، وتمهيدا لإبرام اتفاقية سلام. تلك هى على وجه الدقة تناقضات الموقف السورى التى تعكس حالة من التخبط السياسى؛ فإلى أى طريق يأخذها.

خبراء ودبلوماسيون رأوا أن الهجوم السورى على مصر فى أحداث غزة، وتحميلها مسئولية العدوان، هو نوع من الفشل السياسى، وعدم النضج فى المواقف، إنه دليل على هيمنة النفوذ الإيرانى على القرار السورى.

خرف سياسى ومزايدة فى غير موضعها
السفير محمود شكرى سفير مصر الأسبق فى سوريا يصف موقف الإدارة السورية بالخرف والمزايدة فى غير موضعها. وقال لا يمكن لمصر أن تقبل المساس بقطرة واحدة من الدم الفلسطينى، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتآمر مع إسرائيل على حساب أهالى غزة. وأضاف أن ما تردده سوريا دليل على تأثرها بالتحالف مع إيران. وأشار إلى أن غياب التجانس المصرى السورى فى الفترة الأخيرة سببه أن دمشق ترى أن التقارب المصرى السعودى هو الذى يحدد طبيعة العلاقة مع سوريا، خاصة فى قضية استقلال القرار اللبنانى، والموقف من العراق. وأضاف أن هناك رغبة سورية دائمة فى تصعيد الخلافات واستمرارها.

مثير للشكوك وضيق الأفق
من جانبه وصف الدكتور سعيد رضوان أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سنجور الدولية بالإسكندرية، الموقف السورى بأنه مثير للشكوك، وينم عن عدم وعى بالتاريخ والعلاقات الدولية وحقيقة ما قدمته مصر للقضية الفلسطينية من تضحيات. وقال إن سوريا لم تقم بأى موقف إيجابى على الجبهة السورية، ولم تحرك الأمور بأى اتجاه سلماً أو حرباً، ومن ثم فإن خياراتها فى التحرك لم تخرج عن ثلاث خطوات. وحدد رضوان خطوات سوريا استخدام خطاب سياسى فج يتضمن الهجوم على الآخرين، وتحريض حماس على الانسحاب من حوار الفصائل فى اللحظات الأخيرة لإحراج مصر وإظهارها بموقف اللا فاعلية فى الشأن الفلسطينى، ثم إحداث بلبلة فى مسألة عقد القمة العربية أو القمة الإسلامية للزج بإيران فى قضية غزة وإظهارها بمظهر الحريص والمدافع عن القضية الفلسطينية مقابل إظهار مصر فى موقف متخاذل.

مصر كبيرة ومسئولة
من ناحية أخرى انتقد السفير إبراهيم يسرى الآراء التى تهاجم سوريا وحماس، وقال إن الموقف لا يحتمل تبادل الاتهامات بين مصر وسوريا. وأشار يسرى إلى أن مصر مسئولة عما يحدث فى غزة، لأنها أكبر دولة عربية مجاورة لغزة وساهمت فى حصارها، ولأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية لم تعط لمصر إنذارا كافيا أثناء زيارتها الأخيرة لمصر. وأضاف يسرى أن الحكومة المصرية لم تتخذ رد فعلى إيجابى لصالح أبناء غزة، لأنها لم تقطع علاقتها مع إسرائيل كما لم تمنع عنها الغاز، ولم تغلق مصانع الكويز.

"محور الاعتدال" وراء توتر العلاقات
ومن جهته أشار الدكتور سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية والسياسية إلى أن العلاقات المصرية والسورية متوترة منذ فترة طويلة، وقال إن هذه حقيقة لا يمكن إنكارها. وأرجع اللاوندى هذا التوتر فى العلاقات إلى الولايات المتحدة التى اختارت مصر والأردن والسعودية ليكونوا ما يعرف بمحور الاعتدال الذى عرقل عقد قمة دمشق وعزل سوريا. وقال إن هذا الوضع أزعج دمشق ودفعها للارتماء فى أحضان إيران لمواجهة هذا المحور فيما عرف بمحور الممانعة. وأضاف اللاوندى أن هذا الاتجاه السورى جعلها على طرف النقيض مع مصر، وهو ما اتضح خلال لقاء الرئيسين المصرى والسورى فى مؤتمر اتحاد الأورو متوسط المنعقد فى 17 يوليو 2008 والذى اتسم بالبرود السياسى.

وأضاف اللاوندى لأسباب توتر العلاقات سبباً آخر يتمثل فى احتضان سوريا لخالد مشعل الذى يوجه اتهامات لمصر من حين لآخر، مما أثر على العلاقات بين البلدين. إلا أن اللاوندى استنكر الاتهامات الموجهة لمصر فى أحداث غزة، وقال إن إسرائيل تعد العدة لضر ب غزة قبل زيارة ليفنى التى لم تكن بحاجة لضوء أخضر من مصر. وأضاف اللاوندى أن المستفيد الأول من توتر العلاقات بين مصر وسوريا هو إسرائيل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة