يدين، يستنكر، يشجب، يناشد .. مفردات خاوية لا تحمل سوى الألم والحسرة على حال الحكومات العربية، والموت يحصد أرواح الأطفال والرجال والنساء الفلسطينيين يوماً بعد الآخر، واختتام هذا الدمار بقصف إسرائيل لغزة بالبر والجو، وفى ظل تصاعد الأحداث فى غزة تخرج البيانات الصادرة عن الحكومات العربية هزيلة جوفاء لا تعكس سوى الخواء العربى. التفاصيل فى التقرير التالى..
فور تصاعد الأحداث وانتشار أنباء القصف الإسرائيلى لغزة، خرجت البيانات من كافة الرؤساء والحكام تدين هجوم إسرائيل على فلسطين، والألم للاجتياح الأراضى الفلسطينية وتصاعد أعداد القتلى، الذى وصل إلى 300 قتيل وأكثر من 900 جريح.
ففى لبنان أدان الرئيس العماد ميشال سليمان، الغارات الإسرائيلية على غزة والمجازر الوحشية بحق الفلسطينيين فى القطاع، داعياً الدول العربية إلى موقف حازم من إسرائيل، دعا فؤاد السنيورة الجامعة العربية إلى عقد اجتماع استثنائى لبحث العملية الإسرائيلية الإجرامية التى ارتكبت وترتكب فى قطاع غزة.
كما ناشد السنيورة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن يسارع إلى اتخاذ الموقف والإجراءات الدولية اللازمة والرادعة بحق إسرائيل، وندد رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، بالعملية العدوانية المتدرجة، التى تشنها إسرائيل فى قطاع غزة، داعياً الهيئات الإقليمية والدولية إلى التحرك الفورى لوقف العدوان الإسرائيلى، كما أدانت قوى 14 آذار بشدة المجازر التى ترتكبها إسرائيل فى غزة، والتى تضاف إلى سجلها الحافل بالمجازر بحق الشعب الفلسطينى.
أدانت الحكومة العراقية والحزب الإسلامى برئاسة الدكتور طارق الهاشمى، الغارات التى نفذها الجيش الإسرائيلى على قطاع غزة، وتسببت فى مقتل وإصابة المئات من الفلسطينيين، وأصدره الناطق الرسمى باسم الحكومة الدكتور على الدباغ بيان بالإدانة للهجوم، الذى يتعرض له المدنيون.
كما طالبت الحكومة العراقية، وفقاً للبيان، بوقف الأعمال العسكرية وعدم تعريض حياة المدنيين للخطر وتجنب سياسة العقاب الجماعى، داعية المجتمع الدولى إلى تحمل كامل مسئولياته واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا الهجوم.
وطالب الحزب الإسلامى فى بيان أصدره ناشد فيه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى بمعاقبة إسرائيل على اعتدائها على الفلسطينيين فى مدينة غزة، يستنكر الاعتداء على المدن الفلسطينية ابتداءً من الحصار الظالم.
وبحث البغدادى اتخاذ إجراءات فورية للوقوف مع الشعب الفلسطينى، وإقامة غرفة متابعة مركزية ونقطة اتصال بمدينة طبرق بشرق ليبيا لتأمين إرسال المساعدات إلى الشعب الفلسطينى، واستدعاء سفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولى، وسفراء الدول العربية، ودول الاتحادين الإفريقى والأوروبى، ودول منظمة المؤتمر الإسلامى، لوضع المجموعة الدولية أمام مسئولياتها لإيقاف حملة الذبح الجماعى لأبناء الشعب الفلسطينى الأعزل، والدعوة لعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربى بمدينة طرابلس، ويضم الاتحاد ليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا.
طالب ثلاثون نائباً أردنياً من الحكومة طرد السفير الإسرائيلى فى عمان بعد الغارات الإسرائيلية الكثيفة على قطاع غزة، والتى أوقعت قرابة 280 شهيداً حتى الآن، والتقى العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى الرئيس محمود عباس، وهو على اتصال بالرئيس المصرى حسنى مبارك للقيام بمبادرة عربية ودولية للوقف الفورى للعدوان الإسرائيلى على غزة، وفق ما صدر عن الديوان الأردنى.
أما على مستوى ردود الفعل العالمى فجاءت تعكس نوايا تشوبها حالة من التردد والانهزامية والمغازلة لإسرائيل، فدعا الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا إلى وقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، كما دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى الكف عن إطلاق الصواريخ على الدولة الإسرائيلية.
إلا أن البيت الأبيض وجه الجزء الأكبر من الانتقادات، ورأى أنه يعود إلى حماس أمر وقف الضربات الإسرائيلية عبر توقفها عن إطلاق الصواريخ.
والوزير الألمانى دعا الدولة الإسرائيلية إلى ضبط النفس فى العمليات العسكرية لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، كما شدد على ضرورة ضمان وصول المساعدة الإنسانية العاجلة إلى سكان قطاع غزة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، عن قلقه البالغ إزاء أعمال العنف وحمام الدم فى غزة، وأدان الاستخدام المفرط للقوة، الذى يؤدى إلى خسائر فى الأرواح وجرحى بين المدنيين. كما دعا إلى وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل.
وأكد تونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط ضرورة إقرار تهدئة فوراً يتم خلالها وقف إطلاق الصواريخ التى تستهدف المدنيين الإسرائيليين ووقف الغارات الإسرائيلية على غزة لتنتهى المعاناة الحادة التى يعيشها السكان.
ودعا الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبى الخارجية خافيير سولانا، إلى وقف إطلاق نار فورى فى قطاع غزة، مؤكداً ضرورة بذل كل الجهود لتجديد التهدئة.
كما أدانت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبى فى بيان الاستخدام غير المتكافئ للقوة فى قطاع غزة، داعية إلى الوقف الفورى للقصف الإسرائيلى على القطاع وإطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل.
وقال البيان، إن رئاسة الاتحاد الأوروبى تعرب عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة العنف فى قطاع غزة وتأسف لسقوط عدد كبير جداً من الضحايا المدنيين.
من جهتها، أعربت مفوضة الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى بنيتا فيرارو فالدنر، عن قلقها العميق إزاء الغارات الجوية الإسرائيلية الجارية فى قطاع غزة، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، الذى يعرض السكان المدنيين للخطر.
والموقف نفسه عبرت عنه روسيا وبريطانيا وإيطاليا والسويد والنمسا والنرويج وأسبانيا وسويسرا. إلا أن مدريد وبرن رأتا، على غرار البرازيل، أن الرد الإسرائيلى غير متكافئ.
كما دعت هولندا إسرائيل إلى ضبط النفس، مدينة فى الوقت نفسه استفزازات حماس.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، إلى وقف الغارات الإسرائيلية على غزة بأسرع وقت معتبراً أنها تشكل ضربة لمبادرات السلام.
طالب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان د.بطرس بطرس غالى، مجلس حقوق الإنسان الدولى فى جنيف بضرورة اتخاذ موقف واضح وصريح إزاء الانتهاك المنهج لحقوق الإنسان، بما فيه حق الحياة الآمنة والعيش، الذى تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى الأعزل فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية، وما تقوم به من إجراءات يعاقب عليها القانون الدولى الإنسانى.
الإدانة والاستنكار سلاح عربى هزيل لمواجهة قصف غزة
الأحد، 28 ديسمبر 2008 05:31 م