القارئ فتحى الصومعى يكتب: جاءنا البيان التالى

السبت، 27 ديسمبر 2008 08:27 م
القارئ فتحى الصومعى يكتب: جاءنا البيان التالى فتحى الصومعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلن متحدث رسمى باسم "تنظيم الحمير المستحمرة"، أن الحمير العربية قد هبت فى ثورة هى الأولى من نوعها، ثورة متفردة كماً وكيفاً، زحفت الحمير متحدية أسلحة الأمن الحية والمطاطية وقنابل الغاز، اكتظت الشوارع والميادين تحركت حتى حاصرت القصور الملكية والرئاسية والأميرية ومبانى الوزارات والتليفزيونات والإذاعات، راحت الهتافات تقض مضاجع ساكنى هذه المبانى وراحت وكالات الأنباء تتبارى فى نقل الأحداث المتسارعة، جميع البلدان العربية تشهد نفس الحدث ولوحظ أن جميع الشعارات والهتافات كانت واحدة، ولوحظ أن ثورة الحمير كانت منظمة ونظيفة خالية من الشغب والتدمير والتعدى على ممتلكات الغير. ومع ذلك ناشدت الدول الأوربية رعاياها بالدول العربية توخى الحذر عند التنقل، كما أغلقت السفارات والقنصليات أبوابها.

خلت الثورة من القلة المندسة ومن المخربين ومن الفئة الضالة ومن الحرامية، ثورة برهنت على أن اتحاد العرب وقيام الولايات المتحدة العربية أمر ما أسهله، وهذا يذكرنا بقول نزار قبانى "يدخل الشعراء العرب إلى مصر ليعلنوا قيام جمهورية الحب العربية، بعد أن فشل السياسيون فى تأسيس دولة بحجم البعوضة أو بحجم قرص الأسبرين".

احتجت الحمير بأسلوب غاية فى التحضر، راحت مكبرات الصوت تنقل احتجاج الحمير على ما وقع فى العراق الشقيق من تعدى صحفى عربى عراقى على ضيف كبير بالحذاء، لم يعد احتجاج الحمير قاصراً على الرفس والنهيق، خرج كبار المسئولين لتهدئة الحمير ومناشدتها العودة إلى ثكناتها (حظائرها)، وقف المواطنون مشدوهين غير مصدقين لما يجرى، أعلنت الحمير أنها تحملت الكثير من ظلم بنى آدم وبنى العرب لها.

تحملت الحمير ولكن ما جرى مؤخراً من اعتداء على الرئيس الأمريكى بالجزمة، فإن ذلك كان بمثابة الشرارة التى أضرمت النار فى الهشيم، وكانت القشة التى قصمت ظهر الحمير، كيف يحدث ذلك، إنه تخطٍ للخطوط الحمراء التى لم تعلن عنها الحمير من قبل، رضيت الحمير أن يأكل العربى لحومها وأن يهينها أما أن يتم ضرب ضيف عربى بحذاء من جلد الحمير، فذلك هو ما لا يمكن السكوت عنه، فهنا "السكوت ممنوع"، تصور الزعماء العرب أن الحمير احتجت بسبب الاعتداء على الرئيس الأمريكى بحذاء.

لقد تعبت الحمير فى إفهام المسئولين العرب أن الحمير رأت فى التعدى على الضيف بحذاء من جلدها، إنما هو إهانة للحمير، حمير تعتز بجلودها وتسعى جاهدة إلى استعمال جلودها بعزة وكرامة واحترام، لا أن يلقى بها الصحفى هنا وهناك، هنا اضطر القادة العرب والمواطنون إلى الاعتذار للحمير وتعهدوا بأن تكون مشتقات جلود الحمير فى العين وعلى الراس، ولن تهان بحدفها فى وجه أى مخلوق مهما علت مكانته، وتم التوقيع على وثيقة بهذا المضمون سوف يتم إيداعها فى خزينة الأمم المتحدة، وصورة طبق الأصل منها سيتم تعليقها بالمكتب البيضاوى بالبيت الأبيض الأمريكى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة