عادة ما استمتع جدا بالحديث مع ابنة أخى (ملك ستة اعوام أولى ابتدائى) من يوم ما بدأت النطق والكلام وأنا أراها طفلة استثنائية _ هكذا أراها مدهشة مدهشة عندما تحكى لى قصص الأنبياء التى تعلمها وترويها لها أمها- تحكى ملك قصة سيدنا يوسف مثلا فتستخدم جملة ( كان سيدنا يوسف عليه السلام راجل جميل جدا (He was a very handsome man..ok?)
وتكمل القصة ما بين جملها الطفولية الرائعة وخيالها الواسع وروايتها للأحداث السليمة جدا للقصة لدرجة أنها تقوم بتعطيش الجيم مرات وتزيد فى القصة كأن تتدخل برأيها أحيانا أخرى بالحكم على أبطال القصة وهى بالمناسبة ليست بارعة فى حكى قصص الأنبياء فحسب بل لا تصدق نفسك إذا سمعتها تحكى أفلام والت ديزنى بتقمص الشخصيات وتقليد الأصوات..ويبدو أنها شعرت بحماسنا ونحن نردد دائما (البنت دى لازم تمثل!!) فقالت لى ولصديقى المخرج سعد هنداوى (هو إنت يا أنكل حتدينى كام فى الفيلم لو مثلت معاك؟!!.. ثم قالت لى على انفراد.. هو بيخرج أفلام بالعربى ولا بالإنجليش؟!!- أصل أنا عاوزة أمثل بالإنجليش)!!
منذ أيام تحدثنا تليفونيا وطالت المكالمة وخطفتنى القصة وسرقنى الوقت... ملك كانت تحكى لى مشاهد تفصيلية للخناقة التى دارت بين صديقيها (أدهم وحازم) ملك متحيزة نوعا ما لأدهم هكذا شعرت وكانت مستاءة جدا من حازم عبد الناصر الذى انتظر أدهم فى البريك (الفسحة) وضربه ضرب جامد جدا لدرجة أن أدهم أصيب بجرح بالقرب من عينه.. أطالت ملك فى حديثها المؤثر تجاه أدهم الذى (باسها من غير ما تاخد بالها) بعد أن (طبطبت عليه كذا مرة وقالت له إنت لازم تنتقم من حازم..نعم قالت له (تنتقم)!!
بالطبع كنت كالبلهاء وأنا أحاول استخدام كل الوسائل التربوية فى الحديث والتعليق على أن ما حدث بين الصديقين عيب جدا ومش أخلاق ناس مؤدبين وأن المدرسة لها احترامها وبالطبع علقت على أن قبلة أدهم لها هى قبلة أخ لأخته (هو كان عاوز يا ملك يعبر لك أد إيه هو مبسوط إنك طيبة ما إنتوا كلكم إخوات فى المدرسة.....!!). (مقاطعات كثيرة قمت بها لضمان وصول بعض القيم البديهية كما أعلمها وكما حفظها لنا أهالينا زمان).
لم تخف ملك تململها من المقاطعة فكانت ترد على بزهق (أيوه أنا فاهمة كل ده، اسمعى بقية الحكاية...) رضخت وسمعت لها وحكت هى تفاصيل الضرب وملاحظتها على سلوك حازم..وكان السؤال المحشور فى حلقى والذى أطلقته رغم ضيق ملك من المقاطعة...: «وفين المدرسة أو المشرفة بتاعتكم.. ليه أدهم ما اشتكاش؟»... قالت ملك: يابنتى - هكذا تنادينى أحيانا ما هو اشتكى طبعا لمس ماريان وهى شافت أدهم متعور كمان!!!
قلت بشغف..ها وحصل إيه؟؟أجابت ملك وبهدوء.. ولا الهوا طبعا.. هو أنت مش عارفة حازم عبد الناصر ده يبقى ابن مين؟!!
بالمناسبة... عبدالناصر الذى ينتمى له حازم صاحب ملك لا علاقة له طبعا بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لكننى فهمت بعد فترة أنه مجرد اسم لواحد غنى بيدفع فلوس كتيرة كتبرعات لهذه المدرسة الدولية التى تتعلم فيها ملك واحدا من أهم دروس الحياة (بفلوسك وفلوس أبوك.. اضرب صاحبك.. ولا يهمك.. لأن النتيجة هتكون..... ولا الهوا»!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة