"لقد كنا مخطئين فى معارضة السادات فى الجامعة.. عفوا لم نعرف قدره إلا بعد رحيله"،
هكذا أكد عدد من الباحثين فى احتقالية بمناسبة الذكرى الـ90 لعيد ميلاد الرئيس السادات،
والتى عقدت بمركز المستقبل المصرى للدراسات برئاسة د. شريف حافظ.
قال د. مصطفى النشرتى الأستاذ بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا "لقد اختلفنا كطلاب فى الجامعة مع سياسات الرئيس الراحل أنور السادات، خاصة فيما يتعلق بالسلام والديمقراطية، لكننا بعد مرور 27 عاما على رحيله، وفى فترات النضج الفكرى أدركنا قدر الرجل وقيمته ووطنيته وإدراكه للتحديات التى تواجهها مصر، وكان يصر على تحرير كامل التراب المصرى، وهو أول من طالب باسترداد واحة جغبوب من ليبيا وأرسل الجيش إلى هناك، ولولا تدخل بعض الزعماء العرب، لقام باستعادة أى شبر من أرض مصر.
وأضاف د. النشرتى قائلا: سوف يذكر التاريخ أن السادات هو أول من اتخذ مسارا جديدا فى الصراع العربى الإسرائيلى، واستطاع تحرير سيناء أولا، ثم دخل فى مفاوضات مع الإسرائيليين من أجل استعادة كافة الحقوق والأراضى العربية المحتلة. أما د. صلاح الزين، وكيل مؤسسى الحزب الليبرالى المصرى، فأكد أن أهمية السادات تنبع من كونه رفض الشرعية الثورية، التى أطلقها سلفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعمل على تحويل البلاد إلى الشرعية الديمقراطية، وأنهى الاتحاد الاشتراكى، وعمل على التخلص من كافة الإرث الشمولى المستبد، واضعا بذلك فكرة التنوع السياسى، والتعددية الحزبية.
لكن سامى حرك المحامى، اتفق مع د. النشرتى، فى أن السادات سبق عصره، وأن الكثيرين لم يفهموه كما يجب، إلا بعد وفاته. ولولاه لظلت سيناء والجيزة وربما مصر كلها محتلة، فقد كان السادات رجلا بحجم وطن، أحدث انقلابا جذريا فى السياسة المصرية والعالمية، وتفانى فى خدمة وطنه وأمته. فلأول مرة نسمع عن وجود معارضة حقيقية، فى عصر السادات ووجود صحافة تنتقد بحرية وبرلمان به عدد هائل من الشخصيات التى كانت تنتقد السادات بقوة مثل د. ممتاز نصار والشيخ صلاح أبو إسماعيل وغيرهما.
الشاعر عنتر هلال، طالب بإعادة كتابة تاريخ السادات، وعدم اسقاط حقبته، مثلما حدث فى احتفالية مئوية جامعة القاهرة، مشيرا إلى أن السادات كان يعمل فى صمت، دون صخب إعلامى، مدركا أن التاريخ وحده هو الحكم على ما قدمه لأمته. ويكفى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى وقتها مناحم بيجن قال عن السادات: لقد ضحك على رجل قروى، أخذ منى سيناء وأعطانى شقة على النيل".
أما سها عفيفى السادات حفيدة الرئيس الراحل من ابنته رقية، والتى حضرت الاحتفالية ولم تلق كلمة أكدت لليوم السابع: أنها متأثرة جدا من هذا المشهد الذى تراه، وهو أنه لأول مرة ترى احتفالا بذكرى ميلاد جدها وليس استشهاده، وهو أمر يجعلها متفائلة وفخورة بأن السادات سيظل يحظى بتقدير كل الأجيال التى لم تره أو معارضيه السابقين. وكانت الاحتفالية شهدت حضورا كبيرا ولافتا لجيل الشباب الذين ولدوا بعد عصر السادات، وتم رسم أكبر تورتة عليها صورة السادات الشهيرة بالزى العسكرى الذى يحمل نجمة سيناء.
بعد 27 عاما من وفاته
معارضو السادات يعترفون بخطأ تقييمهم لعصره
الجمعة، 26 ديسمبر 2008 01:14 م