«باسم» فى الصف السادس الإبتدائى بمدرسة الصرح الخاصة بالمعادى، كثير السرحان والشرود على غير العادة، هذا ما لاحظته «أم باسم» التى هى نفسها أم لولدين آخرين، أحدهما بالإعدادى والآخر بالثانوى.
ثلاثتهم يغلقون باب غرفتهم لفترات طويلة على غير العادة، وبعد أن كانت العلاقة بينهم يغلب عليها العراك، والشجار الدائم ساد بينهم إتفاق ووئام غريب. خرج ثلاثتهم فى يوم الاجازة إلى النادى، انتهزت الأم الحائرة الفرصة، ودخلت إلى غرفتهم فتشت كل شىء الأدراج، الدواليب، الحقائب، وفى هذه الأخيرة اكتشفت المفاجأة، أو بمعنى أدق المصيبة، أوراق مطبوعة من كمبيوتر عليها صور لأوضاع جنسية فاضحة. دق قلبها للحظات بعنف، وضعت كل شىء مكانه، وكأن شيئاً لم يكن، حاولت التحلى بالحكمة وهدوء الأعصاب حتى عادوا «بسلامتهم»، وفى أعينهم براءة من كانوا فى يوم ما أطفالاً. ولأن الأم علاقتها بالأصغر «باسم» هى الأقوى ربما لأنه الأصغر المدلل نوعاً ما، وربما لأنها أحست أن هذا الصغير كبر قبل أن يأتى الأوان، فقد طلبت أن تتكلم معه بعيداً فى غرفتها، صارحت الصغير بما وجدته فى حقيبته، فاعترف تحت الضغط أن زميل أخيه الأوسط بالمرحلة الإعدادية هو الذى طبع الصور ووزعها على الفصل بالكامل، ولما رآها باسم مع آخيه هدده بأن يقول لماما، فقال له «خلاص أبسط يا عم عملت لك نسخة مخصوص لك تتفرج عليها براحتك لوحدك»، ولهذا كانوا يغلقون الباب بالساعات، وسارعت الأم المصدومة بالسؤال الطبيعى والمدرسة عملت إيه؟ يااااه، ده موضوع مش جديد يا ماما. آثرت الأم الصمت وحاولت أن تمسك بيد من حديد على أولادها الثلاثة، لكن المشكلة أن إحساس الشك أصبح قاسماً مشتركاً فى علاقتها بأولادها، معتقدة أغلب الوقت أن هناك خطأ ما يدور بدون علمها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة